أثارت إدارة الرئيس دونالد ترامب موجة جدل دولية بإلغائها تأشيرات دخول أعضاء فرقة “بوب فايلان” البريطانية إلى الولايات المتحدة، وذلك على خلفية هتافات وُصفت بـ”المعادية لإسرائيل” أطلقها أعضاء الفرقة خلال أدائهم في مهرجان غلاستونبري الموسيقي في بريطانيا يوم السبت 28 يونيو 2025.
قرار وزارة الخارجية الأمريكية
أعلن كريستوفر لاندو، نائب وزير الخارجية الأمريكي، عبر منصة “إكس” يوم الاثنين 30 يونيو 2025، أن “وزارة الخارجية ألغت التأشيرات الأمريكية لأعضاء فرقة بوب فايلان على خلفية خطابهم التحريضي في غلاستونبري، بما في ذلك تحريض الحشود على ترديد هتافات الموت”. وأضاف: “الأجانب الذين يمجدون العنف والكراهية ليسوا موضع ترحيب في بلدنا”.
وأكد مسؤول رفيع في وزارة الخارجية لموقع “The Daily Wire” أن الإدارة الأمريكية كانت تدرس بالفعل سحب تأشيرات أعضاء الفرقة قبل إعلان القرار رسمياً، مشيراً إلى أن “إدارة ترامب لا تمنح تأشيرات لأي أجنبي يدعم الإرهابيين”.
تفاصيل الحادث في مهرجان غلاستونبري
شهد مهرجان غلاستونبري 2025، أحد أكبر المهرجانات الموسيقية في العالم، جدلاً واسعاً بعد أن قادت فرقة “بوب فايلان” الجمهور في ترديد هتافات منها “الموت، الموت لجيش الدفاع الإسرائيلي” و”من النهر إلى البحر، فلسطين ستكون حرة، إن شاء الله”. وقد أُقيم العرض على مسرح “وست هولتس”، ثالث أكبر مسارح المهرجان.
كما شارك في نفس المهرجان فرقة الراب الأيرلندية “نيكاب” (Kneecap) التي عبّرت أيضاً عن دعمها للقضية الفلسطينية، حيث ارتدى أحد أعضائها ليام أوهانا الكوفية الفلسطينية ووجّه تحية لجماعة “Palestine Action” الداعمة لفلسطين.
خلفية فرقة “بوب فايلان”
فرقة “بوب فايلان” هي ثنائي موسيقي إنجليزي متخصص في موسيقى “البانك راب”، تأسست في إبسويتش عام 2017. تتكون الفرقة من بوبي فايلان (المغني والعازف) واسمه الحقيقي باسكال روبينسون-فوستر البالغ من العمر 34 عاماً، وبوبي فايلان على الطبول.
تجمع موسيقى الفرقة بين عناصر البانك والهيب هوب والجرايم والهاردكور، وتتميز بانتقاداتها اللاذعة للمؤسسة البريطانية وقضايا عدم المساواة والعنصرية والتجانس الجنسي. فازت الفرقة بجائزة أفضل ألبوم في جوائز “كيرانغ” عام 2022، وجائزة أفضل موسيقى بديلة في جوائز “موبو” في نفس العام.
مسيرة باسكال روبينسون-فوستر
بدأ المغني الرئيسي باسكال روبينسون-فوستر مسيرته كشاعر أداء تحت اسم “Nee Hi” في عام 2004، وكان جزءاً من مجموعة جرايم تُسمى “Ear 2 da Street”. دُعي للأداء في مؤتمر جمعية الشرطة السوداء والآسيوية في مانشستر عام 2005، وعمل كمرشد للشباب في مسقط رأسه إبسويتش.
وصفته هيئة الإذاعة البريطانية سابقاً بأنه “شاعر أداء راسخ”، وذلك عندما كان يؤدي تحت اسمه الحقيقي في سن الرابعة عشرة.
ردود الفعل البريطانية والدولية
الموقف الحكومي البريطاني
أدان رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الهتافات ووصفها بـ”خطاب الكراهية المروع”، قائلاً: “لا يوجد مبرر لهذا النوع من خطاب الكراهية المروع. على بي بي سي أن توضح كيف تم بث هذه المشاهد”.
من جانبها، طالبت وزيرة الثقافة البريطانية ليزا ناندي بتوضيح عاجل من هيئة الإذاعة البريطانية بشأن قرارها عدم وقف البث المباشر أثناء الهتافات.
موقف هيئة الإذاعة البريطانية
اعتذرت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) عن عدم قطع البث المباشر فوراً عندما بدأت الهتافات، ووصفت الشعارات بأنها “غير مقبولة تماماً ولا مكان لها على أثيرها”. وقالت في بيان: “الفريق كان يتعامل مع بث حي، لكن بالنظر للأمر مرة أخرى كان علينا أن نوقف البث خلال العرض. نأسف أن هذا لم يحدث”.
ظل العرض متاحاً على منصة “آي بلاير” لأكثر من خمس ساعات قبل أن تقوم BBC بإزالته، رغم عرضها تحذيراً على الشاشة بشأن “اللغة القوية والتمييزية جداً”.
السفارة الإسرائيلية والتحقيق الجنائي
عبّرت السفارة الإسرائيلية في لندن عن “انزعاجها الشديد من الخطاب التحريضي والبغيض” الذي ظهر خلال المهرجان. كما أعلنت شرطة أفون وسومرست في جنوب غرب إنجلترا فتح تحقيق جنائي في أداء كل من فرقتي “بوب فايلان” و”نيكاب”.
التأثير على الجولة الأمريكية المُلغاة
كان من المقرر أن تبدأ فرقة “بوب فايلان” جولة موسيقية في الولايات المتحدة في أواخر أكتوبر 2025، تشمل حوالي 20 مدينة أمريكية من بينها العاصمة واشنطن ونيويورك وبوسطن. ومع إلغاء التأشيرات، تواجه الفرقة صعوبات كبيرة في الحصول على تأشيرات دخول مستقبلية، مما قد يؤثر سلباً على مسيرتها الفنية.
سياسة إدارة ترامب في إلغاء التأشيرات
يأتي قرار إلغاء تأشيرات فرقة “بوب فايلان” في إطار سياسة أوسع لإدارة ترامب الثانية المتشددة حيال قضايا معاداة السامية ودعم ما تصفه بـ”الجماعات الإرهابية”. وقد شملت هذه السياسة:
استخدام الذكاء الاصطناعي في المراقبة
أطلق وزير الخارجية ماركو روبيو مبادرة “Catch and Revoke” التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لمراجعة حسابات وسائل التواصل الاجتماعي لعشرات الآلاف من حاملي تأشيرات الطلاب للبحث عن دلائل على “التعاطف مع الإرهاب” أو النشاط المعادي لإسرائيل.










