في تطور ميداني كبير يهدد بتغيير ميزان القوى في وسط الصومال، تقترب حركة الشباب بسرعة من بلدة موكوري، بعد انهيار شبه كامل في صفوف الميليشيات المتحالفة مع الحكومة الصومالية.
وأكدت مصادر محلية أن الميليشيات انسحبت خلال الساعات الأخيرة من عدة قرى ومواقع استراتيجية محيطة بالبلدة، تاركة المنطقة دون حماية فعلية، في وقت تنتشر فيه حالة من الذعر بين السكان المدنيين.
موكوري، التي كانت تحت سيطرة حركة الشباب قبل أن تطرد منها في منتصف عام 2021، أصبحت الآن مهددة بالسقوط مجددا. ويصف مراقبون هذا التطور بأنه نقطة تحول خطيرة، قد تمثل بداية تراجع شامل لما تحقق من مكاسب عسكرية وأمنية على مدى السنوات الثلاث الماضية.
في ظل هذا التقدم السريع، تتمركز عناصر حركة الشباب حاليا على مشارف موكوري، بينما تعاني خطوط الدفاع الحكومية والميليشياوية من انهيار واضح في التنسيق والقدرة القتالية.
وتشير التقارير الميدانية إلى أن الانسحاب الأخير لم يكن منظما، بل تم تحت ضغط التقدم المفاجئ لحركة الشباب، ما زاد من فوضى الوضع الأمني وسهل للحركة توسيع سيطرتها الجغرافية.
إذا سقطت موكوري، فإنها ستكون البلدة الكبرى الأولى التي تستعيدها حركة الشباب منذ سنوات، ما يمنحها زخما استراتيجيا وسياسيا كبيرا، ويطرح أسئلة جادة حول مستقبل العملية الأمنية الحكومية في وسط الصومال، وفعالية التحالفات المحلية المساندة لها.
الوضع لا يزال متطورا، وتتوقع تحركات عاجلة من قبل الحكومة المركزية في مقديشو لمحاولة احتواء الموقف، لكن حتى الآن، الصورة من الميدان تظهر انهيارا متسارعا وخطرا متزايدا يهدد بإعادة رسم خريطة السيطرة في البلاد.










