نفّذت قوات اللواء 474 التابعة للفرقة 210 في الجيش الإسرائيلي، بمساندة محقّقي الوحدة 504 الاستخباراتية، عمليةً ليلية في قريتي أم اللوقس وعين البصلي جنوب سوريا. أسفرت العملية عن اعتقال أفراد خلية وصفها الجيش بأنّها «مخربين تُحرّكهم إيران»، وضبط أسلحة وقنابل يدوية. تأتي الخطوة في سياق تصعيد متواصل بين إسرائيل وطهران على الساحة السورية، حيث تسعى تل أبيب إلى منع تمركز عسكري إيراني بالقرب من الجولان المحتل.
تفاصيل المداهمة الليلية
أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر منصة «إكس»:
«نفّذت قوات اللواء 474 عملية خاصة للقبض على خلية من المخربين تم تحريكها من قبل إيران في منطقة أم اللوقس وعين البصلي، بالتعاون مع محققي الوحدة 504، واستنادًا إلى معلومات استخبارية جُمعت خلال الأسابيع الأخيرة».
بيان الجيش أشار إلى:
اعتقال «عدة عناصر» من الخلية.
ضبط أسلحة نارية وقنابل يدوية في موقعَي التمركز.
انتهاء القوة من «انسحاب منظّم» دون خسائر في صفوفها.
الموقع الجغرافي للعملية
تقع أم اللوقس على أرض بركانية منبسطة في ريف القنيطرة داخل هضبة الجولان المحتلة، فيما تبعد عين البصلي بضعة كيلومترات إلى الشرق داخل محافظة درعا. قرب القريتين من خط وقف إطلاق النار يجعلهما منذ سنوات مسرحًا لتوغلات محدودة، كان آخرها في يناير الماضي عندما جرفت آليات إسرائيلية طرقًا ريفية في المنطقة.
هوية الخلية وجدلية الروايتين
الرواية الإسرائيلية: الخلية «تدار مباشرةً من فيلق القدس» بهدف إنشاء بنية هجومية تهدد الجولان.
الرواية السورية: مصادر محلية ذكرت أنّ المعتقلين مدنيون من عائلتَي «الأحمد» و«مصطفى»، وأن الجيش استخدم هواتف ذويهم لإجبارهم على الاستسلام.
التباين يعكس حرب روايات مألوفة في المواجهة الإسرائيلية-الإيرانية بسوريا، إذ غالبًا ما تنفي دمشق وطهران أي نشاط عسكري مباشر قرب الحدود.
الدور الاستخباراتي للوحدة 504
تعد الوحدة 504 ذراع الاستخبارات البشرية في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، مسؤولة عن تجنيد وتشغيل العملاء خارج الحدود، فضلاً عن التحقيق الميداني مع الأسرى. حصولها على «معلومات عبر تحقيقات لأسابيع» كما أشار الجيش، يبرز تكامل العمل السري مع تحرك ميداني للوحدة الخاصة في اللواء 474.
سياق إقليمي متوتر
تكثيف الضربات: نفّذت إسرائيل ما لا يقلّ عن 61 هجوماً في سوريا منذ مطلع 2025، نصفها بطائرات مسيّرة أو مقاتلات، مستهدِفة مخازن سلاح إيرانية وشحنات صاروخية.
ردود إيرانية محدودة: رغم تهديدات متكررة، اكتفت طهران حتى الآن بهجمات صاروخية غير مباشرة عبر جماعات محلية، آخرها قصف محدود طال الجولان في يونيو.
غياب نظام الأسد: سقوط النظام في ديسمبر 2024 سهّل توسع الفصائل وإعادة تموضع إيراني، فيما تُرسّخ تل أبيب وجوداً عسكرياً مؤقتاً داخل «المنطقة العازلة» بحجة «ملء فراغ السلطة».










