في تطور لافت في سياق الحرب النفسية والاستخباراتية بين إسرائيل والجمهورية الإسلامية الإيرانية، أعلن جهاز الموساد عبر حسابه الناطق بالفارسية على منصة “X”، أنه “يعرف بدقة” هوية القائد الجديد لـ”مقر خاتم الأنبياء” المسؤول عن العمليات العسكرية المركزية في إيران.
ويأتي هذا الإعلان بعد أن أفادت وكالة “تسنيم” الإيرانية المقربة من الحرس الثوري، بأن هوية القائد الجديد لن تكشف لدواع أمنية، وذلك في أعقاب مقتل القائدين السابقين غلام علي رشيد وعلي شدماني في غارات إسرائيلية استهدفتهما الشهر الماضي.
وفي منشور ساخر، دعا الموساد الإيرانيين إلى تخمين اسم القائد الجديد، قائلا: “للأسف، تم إخفاء مثل هذه المعلومات الأساسية عن الشعب الإيراني”، في إشارة إلى ما وصفه بـ”التكتم المريب” من قبل النظام الإيراني.
ادعاءات بتحول في موقف خامنئي
وفي منشور منفصل، زعم الموساد أن المرشد الأعلى علي خامنئي قد منح “ضوءا أخضر” لبدء مفاوضات مع كل من الولايات المتحدة وإسرائيل، واعتبر ذلك “بداية النهاية للنظام الإيراني”، وفق تعبيره.
تأتي هذه التصريحات في إطار حملة تأثير سيبرانية أطلقها الموساد الشهر الماضي تستهدف الرأي العام الإيراني، وتهدف – بحسب مراقبين – إلى تقويض ثقة الإيرانيين بقيادتهم العسكرية والسياسية من خلال بث رسائل باللغة الفارسية تتناول قضايا حساسة.
صمت رسمي في طهران
حتى لحظة نشر هذا الخبر، لم يصدر أي تعليق رسمي من الحكومة الإيرانية أو الحرس الثوري بشأن تصريحات الموساد.
ويرى محللون أن هذا الصمت قد يعكس ارتباكا في إدارة الأزمة أو رغبة في تفادي التصعيد الإعلامي في ظل أوضاع أمنية هشة تشهدها البلاد.
وتتزامن هذه الحرب النفسية مع تصعيد ميداني غير مسبوق، شمل استهداف منشآت نووية وعسكرية حساسة في نطنز وفوردو وأصفهان، مما يعكس احتدام الصراع الاستخباراتي بين الجانبين وتزايد الضغوط على هيكل القيادة الإيرانية في قلب النظام.
وتؤكد هذه التطورات أن الحرب بين طهران وتل أبيب لم تعد تقتصر على الميدان العسكري، بل امتدت إلى معركة الوعي والسيطرة على الرأي العام، في وقت تتزايد فيه التحديات الداخلية والخارجية أمام النظام الإيراني.










