هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الثلاثاء 2 يوليو 2025 باعتقال زهران ممداني، المرشح الديمقراطي لمنصب عمدة مدينة نيويورك، إذا عرقل مسؤولي الهجرة الفيدراليين من أداء عملهم في المدينة.
وقال ترامب خلال مؤتمر صحفي في مركز احتجاز المهاجرين الجديد في فلوريدا، والمعروف باسم “ألكاتراز التمساح”: “سيتعين علينا اعتقاله. اسمعوا، لسنا بحاجة إلى شيوعي في هذا البلد، ولكن إذا وُجد شيوعي، فسأراقبه عن كثب نيابةً عن الأمة”.
وأضاف ترامب، مكرراً وصفه لممداني بـ”الشيوعي”: “نحن نرسل له المال. ونرسل له كل ما يحتاجه لإدارة حكومته”، في إشارة إلى التمويل الفيدرالي الذي تتلقاه مدينة نيويورك.
زهران ممداني: من هو المرشح الذي أثار غضب ترامب؟
الخلفية الشخصية والسياسية
زهران ممداني، البالغ من العمر 33 عاماً، وُلد في كمبالا بأوغندا لأبوين من أصول هندية. والده محمود ممداني أكاديمي بارز متخصص في دراسات ما بعد الاستعمار، ووالدته ميرا نايير مخرجة أفلام معروفة. هاجر ممداني إلى الولايات المتحدة في سن السابعة ونشأ في نيويورك.
قبل دخوله السياسة، عمل ممداني كمنظم مجتمعي وسائق سيارة أجرة، وهو عضو في الجمعية التشريعية لولاية نيويورك منذ عام 2021. يُعرف بمواقفه التقدمية، بما في ذلك دعمه لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على إسرائيل (BDS)، وانتقاده للسياسات الإسرائيلية في غزة.
الفوز التاريخي في التمهيديات
حقق ممداني انتصاراً ساحقاً في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في 25 يونيو 2025، متفوقاً على منافسه الحاكم السابق أندرو كومو بحصوله على 56% من الأصوات مقابل 44% لكومو، وذلك بعد احتساب نظام التصويت المرتب الخيارات.
وعد ممداني خلال حملته الانتخابية بـجعل النقل العام مجانياً، وتجميد زيادات الإيجار، وفرض ضرائب أعلى على سكان نيويورك ذوي الدخل المرتفع، مما جذب إليه الناخبين التقدميين في المدينة.
الموقف من سياسات الهجرة: جوهر الخلاف
تعهدات ممداني حول الحماية من ICE
في قلب الخلاف مع ترامب، تعهد ممداني باستخدام سلطته “لمنع عملاء دائرة الهجرة والجمارك الملثمين من ترحيل جيراننا” إذا فاز في الانتخابات العامة المقررة في نوفمبر 2025.
هذا الموقف يتماشى مع سياسات المدن الملاذ الآمن (Sanctuary Cities) التي تحد من التعاون مع السلطات الفيدرالية في تطبيق قوانين الهجرة، بهدف حماية المهاجرين غير المسجلين من الترحيل.
نيويورك كمدينة ملاذ آمن
تُعتبر مدينة نيويورك واحدة من أكبر المدن الملاذ الآمن في الولايات المتحدة، حيث تحد سياساتها من تعاون الشرطة المحلية مع وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك (ICE). هذه السياسات تمنع موظفي الشرطة المحلية من استجواب الأشخاص حول وضعهم في الهجرة، ورفض طلبات ICE باحتجاز الأشخاص بعد تاريخ الإفراج عنهم.
ومع ذلك، شهدت المدينة تحولاً في الموقف تحت إدارة العمدة الحالي إريك آدامز، الذي وافق في فبراير 2025 على السماح لـICE بالعمل في سجن رايكرز آيلاند مجدداً، عاكساً سياسة عُمرها عقد من الزمن.
الوضع المعقد في نيويورك: بين آدامز وممداني
موقف آدامز المتحول
واجه العمدة الحالي إريك آدامز انتقادات حادة من جماعات حقوق المهاجرين بعد موافقته على التعاون مع ICE في رايكرز آيلاند. هذا القرار جاء بعد اجتماع مع توم هومان، قيصر الحدود في إدارة ترامب، في 13 فبراير 2025.
أكد مراد عوده، رئيس ائتلاف الهجرة في نيويورك، أن آدامز “لا يملك نزاهة” وأنه “يشوه عمداً مهمة ICE في رايكرز آيلاند للالتفاف على قوانيننا المحلية”.
عمليات ICE المتصاعدة
شهدت نيويورك تصعيداً في عمليات ICE منذ بداية 2025، حيث تم توثيق اعتقالات في محاكم برونكس وملاجئ المشردين. وفقاً لمراقب المدينة براد لاندر، فإن ICE تقوم “بخطف المهاجرين عند خروجهم من المحاكم” مما يترك العديد من المهاجرين في نيويورك “مجمدين من الخوف”.
تطالب المدينة بزيادة الاستثمار في الخدمات القانونية للمهاجرين بمقدار 170 مليون دولار سنوياً، ليصل المجموع إلى 230 مليون دولار من حوالي 60 مليون دولار حالياً.
العملية الفيدرالية الشاملة: “عملية الطلقاء










