كشفت مصادر أمريكية رفيعة أن إيران أجرت استعدادات الشهر الماضي لزرع ألغام بحرية في مضيق هرمز. هذا الكشف يأتي في ظل تصاعد الصراع الإيراني الإسرائيلي وبعد الهجمات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية في يونيو 2025، مما يثير تساؤلات حول مستقبل الملاحة الدولية في أحد أهم ممرات النفط العالمية.
الكشف الأمريكي: تفاصيل الاستعدادات الإيرانية
وفقاً لمسؤولين أمريكيين، قام الجيش الإيراني بتحميل ألغام بحرية على سفن في الخليج الفارسي الشهر الماضي. هذه الاستعدادات، التي كشفتها المخابرات الأمريكية، حدثت بعد شن إسرائيل هجومها الصاروخي الأول على إيران في 13 يونيو.
المسؤولان الأمريكيان، اللذان طلبا عدم الكشف عن هويتهما بسبب حساسية المعلومات الاستخباراتية، أوضحا أن وضع الألغام – التي لم تنشر في المضيق – يشير إلى أن طهران ربما كانت جادة بشأن إغلاق أحد أكثر ممرات الشحن ازدحاماً في العالم.
السياق الاستراتيجي: الحرب الإيرانية الإسرائيلية
تأتي هذه الاستعدادات في سياق الحرب الإيرانية الإسرائيلية المتصاعدة والتي بدأت في 13 يونيو 2025. شنت الولايات المتحدة فجر 22 يونيو ضربات جوية على ثلاثة مواقع نووية إيرانية في إطار “عملية مطرقة منتصف الليل”، مستهدفة منشآت فوردو ونطنز وأصفهان باستخدام قنابل خارقة للتحصينات من طراز GBU-57A/B بوزن 30,000 رطل.
أعلن الرئيس ترامب أن “فوردو قد اختفت”، في حين أكد وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث أنه “تم القضاء على طموحات إيران النووية”. لكن تقييمات متباينة من المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي تشير إلى أن المنشآت النووية الإيرانية “دُمّرت إلى حد كبير، ولكن بعضها لا يزال قائماً”.
الأهمية الاستراتيجية لمضيق هرمز
يُعد مضيق هرمز أحد أهم نقاط الاختناق في العالم، حيث يمر عبره نحو 20% من شحنات النفط والغاز العالمية. في عام 2024، نُقل نحو 20 مليون برميل من النفط الخام يومياً عبر المضيق، من السعودية والعراق والكويت والإمارات وإيران.
يبلغ عرض المضيق في أضيق نقطة 21 ميلاً (34 كم)، مع ممرات ملاحة لا تتجاوز 2 ميل في كل اتجاه. هذا الضيق النسبي يجعل المضيق هدفاً سهلاً لأي محاولة إغلاق.
القدرات الإيرانية لإغلاق المضيق
تمتلك إيران ترسانة كبيرة من الألغام البحرية تقدر بـ 5,000 إلى 6,000 لغم بحري وفقاً لتقديرات الاستخبارات الأمريكية. يمكن لإيران نشر هذه الألغام بسرعة باستخدام زوارق صغيرة وسريعة.
يضم أسطول إيران حوالي 25 غواصة، منها ثلاث غواصات روسية من فئة كيلو ونحو 23 غواصة صغيرة من فئة غدير محلية الصنع. كما تمتلك شبكة دفاع ساحلي مزودة بصواريخ مضادة للسفن.
كشف قائد الحرس الثوري الإيراني عن قاعدة بحرية استراتيجية تحت الأرض تضم مدينة من الزوارق القتالية وقاذفات الصواريخ والزوارق المتخصصة في زرع الألغام. أوضح اللواء حسين سلامي أن هذه القاعدة تمثل جزءاً صغيراً فقط من القوة الدفاعية الشاملة للقوة البحرية للحرس الثوري










