شهدت العاصمة دمشق مساء الخميس 3 تموز 2025 حفل إطلاق الهوية البصرية السورية الجديدة في قصر الشعب، بحضور الرئيس أحمد الشرع وعقيلته لطيفة الدروبي، وعدد من الوزراء والمحافظين والسفراء. الحدث، الذي بُثّ مباشرة إلى ساحات المحافظات، مثّل لحظة رمزية تؤذن بانتقال البلاد إلى مرحلة سياسية واجتماعية جديدة.
أجواء الحفل ورسائل الحضور
تزيّن مدخل القصر بالأعلام الجديدة التي تحمل «العقاب الذهبي» يعلوه ثلاث نجوم حمراء، وسط عروض موسيقية عسكرية واستعراض لوحدات الخيالة. جلست السيدة الأولى في الصفّ الأمامي إلى جوار الرئيس، وظهر الزوجان في لقطات متلفزة يتبادلان الحديث مع الحضور، في أول ظهور رسمي مشترك لهما منذ أدائهما العمرة مطلع العام.
كلمة الرئيس: دولة لا تقبل التجزئة
في خطابه، أكد الشرع أن الهوية الجديدة «تعبر عن سوريا التي لا تقبل التجزئة ولا التقسيم»، مشدداً على أن عهد «الدولة الأمنية» قد انتهى لصالح «دولة حارسة» تسعى إلى التعليم والصحة والتنمية. وخاطب السوريين بقوله: «عصر أفولكم قد ولى، وزمان نهضتكم قد حان». وجدد تعهده بحكومة «منبثقة من الشعب وخادمة له».
رموز الشعار الجديد ومعانيه
يعتمد الشعار على العقاب الذهبي السوري الذي صممه الفنان خالد العسلي عام 1945 واستُعيد بروح عصرية.
العقاب: امتداد تاريخي يرمز إلى القوة والسيادة.
النجوم الثلاث: تمثل الشعب بعد «تحرره من الصهر القسري مع الدولة».
الأجنحة: سبع ريش في كل جناح (14 ريشة) للدلالة على المحافظات السورية.
الذيل: خمس ريش تشير إلى المناطق الجغرافية الرئيسة (شمال، جنوب، شرق، غرب، وسط).
المخالب الثلاث: تجسد القوات البرية والبحرية والجوية.
الهدف من الهوية الجديدة
وصف وزير الإعلام الهوية بأنها «عقد وطني بصري» يعيد تعريف علاقة الشعب بالدولة، ويعكس التطلع إلى بناء دولة حديثة بعد سقوط النظام السابق في 8 كانون الأول 2024. وستُعمَّم الهوية على الوثائق الرسمية، وجوازات السفر، والعملة مستقبلاً، في خطوة ترمي إلى توحيد الخطاب المؤسسي وتعزيز الانتماء.
فريق التصميم وأصوات من خلف الكواليس
قال وسيم قدورة، مدير فريق التطوير، إن العمل استمر أشهراً واستند إلى «جهود سورية خالصة» هدفها «تقديم هوية تستحقها سوريا وتكون فعلاً للانتماء الجماعي». وأهدى المشروع إلى «أرواح شهداء الثورة» وكل من ساهم في إعادة البناء.
احتفالات واسعة في المحافظات
تزامناً مع الحفل، أُقيمت عروض جماهيرية في ساحة الجندي المجهول وساحة الأمويين بدمشق، وساحة سعد الله الجابري في حلب، وحديقة الدبلان في حمص، وغيرها. رفع المشاركون الأعلام الجديدة ورددوا هتافات تؤكد وحدة البلاد.
السيدة الأولى في دائرة الضوء
لطيفة الدروبي، الآتية من عائلة حمصية بارزة، حاصلة على ماجستير في الأدب العربي وأم لثلاثة أبناء. أثار ظهورها اهتمام الإعلام منذ أن صرّح الشرع بأنها «زوجته الوحيدة» ونفى الشائعات حول تعدد زوجاته. وروى في لقاء سابق كيف «عاشت معه في مغارات ومداجن وتنقلا في 49 بيتاً» خلال سنوات الحرب. حضورها حفل الهوية بدا رسالة لدعم دور المرأة في «معركة الإعمار»، كما قال الرئيس في مناسبة سابقة.
خطوات مقبلة: من الشعار إلى التطبيق
استبدال بطاقات الهوية الوطنية وجوازات السفر بالشعار الجديد بدءاً من الربع الأخير 2025.
إطلاق مسابقة لتصميم هويات بصرية فرعية للوزارات والمؤسسات، انسجاماً مع الهوية الأم.
حملات توعية في المدارس والجامعات حول دلالات الرموز الوطنية.
دلالات سياسية
يرى مراقبون أن اختيار «العقاب» بدلاً من «النسر» يهدف إلى التمييز عن الرموز العربية التقليدية، وإلى تأكيد انطلاقة دولة حديثة «منبثقة من إرادة شعبها». كما يُعدّ رفع النجوم فوق العقاب رسالة بأن الشعب صار «فوق الدولة» لا العكس.










