تشاور القيادة السياسية لحركة حماس مع القوى والفصائل الفلسطينية وصل إلى مرحلة حاسمة بعد تلقّيها العرض النهائي من الوسطاء (قطر، مصر، الولايات المتحدة) الرامي إلى وقفٍ شاملٍ لإطلاق النار في غزة، وضمان الانسحاب الإسرائيلي وإدخال المساعدات الإنسانية دون قيود. وفي بيان مقتضب صدر مساء الخميس، أكدت الحركة أنها «ستسلم القرار النهائي للوسطاء بعد انتهاء المشاورات، وستعلن ذلك بشكل رسمي»، مشددة على حرصها «على إنهاء العدوان الصهيوني على شعبنا وضمان دخول المساعدات بحرية».
تفاصيل العرض الذي تلقّته الحركة
يعتمد المقترح على هدنةٍ مدتها 60 يوماً، تعقبها مفاوضات مكثّفة للوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من القطاع.
يتضمّن تسلسلًا زمنيًا للإفراج المتبادل عن الأسرى: ثمانية رهائن أحياء في اليوم الأول، ثم دفعٍ متتابع لبقية الرهائن وجثامين المحتجزين على ست مراحل خلال فترة الهدنة.
ينص العرض على البدء الفوري لتدفق المساعدات وفق اتفاق 9 يناير، مع رقابة أممية وهلال أحمر قطري لضمان تلبية الاحتياجات الطارئة.
خارطة المشاورات الفلسطينية الداخلية
حماس وصفـت المناقشات الجارية بأنّها «مشاورات وطنية واسعة» تشمل فتح والجهاد الإسلامي والجبهتين الشعبية والديمقراطية وكيانات مدنية وشخصيات مستقلة لضمان «موقف فلسطيني جامع» قبيل الرد النهائي.
وفق مصادر مطّلعة، يجري رئيس وفد الحركة خليل الحيّة اتصالات متواصلة من غزة والدوحة والقاهرة لتذليل نقاط الخلاف المتبقية، فيما يُشرف رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية على صياغة الرد بالتنسيق مع قيادات الداخل والخارج.
النقاط العالقة في الحوار
آلية إدخال المساعدات: الحركة تطلب فتح كل المعابر البرية والبحرية بلا قيود، بينما يدعو المقترح إلى مراقبة مشتركة تقودها الأمم المتحدة.
ضمانات الانسحاب: تطالب حماس بجدول زمني واضح وخارطة طرق للانسحاب الكامل، مع ضمانات أمريكية – قطرية – مصرية ملزمة لإسرائيل.
إدارة ما بعد الهدنة: تشترط الحركة أن تحظى «لجنة الإسناد المجتمعي» المتوافق عليها في حوار القاهرة بسلطة الإشراف على إعادة الإعمار والإغاثة خلال الفترة الانتقالية، رافضة أي «إدارة عسكرية» إسرائيلية أو دولية للقطاع.
ردود إسرائيلية متباينة
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعهّد «بعدم السماح بقيام حماس ثانية في غزة» مؤكداً معارضته لأي اتفاق «يُبقي قدرات الحركة العسكرية»، لكنه يواجه ضغوطًا من وزير الخارجية جدعون ساعر وأُسر الأسرى لقبول الصفقة إذا ضمنت إعادة المحتجزين.
من جهة أخرى، لوّح وزراء اليمين المتطرف إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش بإسقاط الحكومة إذا وافقت على مسار «انسحاب-رهائن» يوقف الحرب دون «نزع السلاح الكامل».
موقف الوسطاء والدور الأمريكي
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال إن إسرائيل «قبلت الشروط اللازمة»، معربًا عن أمله في أن «توافق حماس، لأن العرض لن يتحسن».
مصادر دبلوماسية عربية أفادت بأن قطر ومصر «قدمتا ضمانات واسعة» تزيل هواجس الحركة حيال استئناف القتال بعد انتهاء الهدنة.
من المتوقع أن يستضيف الديوان الأميري في الدوحة الجولة التالية من المفاوضات غير المباشرة فور تسلّم الرد الرسمي، على أن تُعقد اجتماعات فنية في القاهرة لبحث آليات التنفيذ.










