في تطور لافت يعكس تصاعد التوترات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، أعلنت الوكالة اليوم أن مجموعة من مفتشيها قد غادرت الأراضي الإيرانية وعادت إلى مقرها الرئيسي في العاصمة النمساوية فيينا، بعد أن كانوا موجودين في البلاد خلال الفترة الأخيرة التي شهدت تصعيدا عسكريا واسع النطاق في المنطقة.
خلفية المغادرة
أشارت الوكالة عبر بيان رسمي نشر على منصاتها الإلكترونية أن المفتشين غادروا إيران “بصحة جيدة”، بعد أن تواجدوا هناك أثناء الصراع العسكري الأخير. وأكدت مصادر إعلامية، منها مراسل صحيفة وول ستريت جورنال، أن المغادرة تمت لأسباب أمنية عبر الحدود البرية إلى أرمينيا، في ظل استمرار المخاوف المتعلقة بالسلامة في عدد من المناطق الإيرانية.
موقف الوكالة
أكد المدير العام للوكالة، رافائيل غروسي، أهمية استئناف أنشطة المراقبة والتحقق التي تقوم بها الوكالة في إيران، داعيا إلى العودة للحوار في أقرب وقت ممكن. وتأتي هذه الدعوة في ظل تعقيدات سياسية وأمنية داخل إيران وخارجها، تؤثر بشكل مباشر على طبيعة عمل الوكالة وتعاونها مع طهران.
التصعيد السياسي والقانوني
أدى تصاعد التوترات إلى إجراءات صارمة من الجانب الإيراني، حيث صادق مجلس الشورى الإسلامي على مقترح عاجل يلزم الحكومة بتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقد تمت الموافقة الفورية على المقترح من قبل مجلس صيانة الدستور. بالتوازي، تم الإعلان عن رفع دعوى قضائية ضد المدير العام للوكالة، رافائيل غروسي، بتهم تشمل “العمل ضد الأمن القومي” و”تهيئة الظروف للتجسس على المنشآت النووية”.
الموقف الدولي
أثار هذا التصعيد ردود فعل غربية غاضبة، حيث انتقدت كل من الولايات المتحدة وألمانيا قرار إيران تعليق التعاون، وعبرتا عن قلقهما من تقويض جهود التحقق الدولية. وفي السياق ذاته، دعت المملكة العربية السعودية، على لسان وزير خارجيتها فيصل بن فرحان، إلى استئناف المحادثات الدبلوماسية حول البرنامج النووي الإيراني، وطالبت طهران بالتعاون الكامل مع الوكالة.
الموقف الإيراني
رغم هذه التوترات، أكدت طهران تمسكها بمعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، لكنها شددت في الوقت ذاته على أن أي تعاون قادم مع الوكالة الدولية سيتم “تنظيمه” فقط من خلال المجلس الأعلى للأمن القومي، لأسباب أمنية وسياسية. وصرح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بأن هذا التوجه جاء ردا على “الهجمات غير القانونية” التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية، في إشارة إلى العمليات الإسرائيلية الأخيرة.










