تواصل إسرائيل ترسيخ وجودها العسكري في الجنوب السوري من خلال إنشاء شبكة واسعة من القواعد العسكرية، حيث تشير آخر المعطيات إلى وصول عدد هذه القواعد إلى 13 قاعدة عسكرية موزعة على مساحات استراتيجية تمتد من جبل الشيخ شمالاً حتى الحدود الأردنية جنوباً، وسط صمت من حكومة أحمد الشرع.
يأتي هذا التطور في إطار استراتيجية إسرائيلية شاملة لفرض واقع جديد في المنطقة استغلالاً للتحولات الجيوسياسية التي شهدتها سوريا منذ ديسمبر 2024.
التوسع التدريجي: من 7 إلى 13 قاعدة عسكرية
أظهرت صور الأقمار الصناعية التي وفرتها شركة “Planet Labs PBC” الأمريكية ونشرتها صحيفة هآرتس الإسرائيلية تطوراً ملحوظاً في الوجود العسكري الإسرائيلي بالمنطقة. فبعد أن كان عدد القواعد 7 قواعد في فبراير 2025، ارتفع العدد إلى 9 قواعد بحلول مارس، ثم وصل إلى 13 قاعدة عسكرية بحلول يوليو 2025.
التوزيع الجغرافي للقواعد العسكرية
تتوزع القواعد الإسرائيلية على النحو التالي:
المجموعة الأولى: قواعد المرتفعات الاستراتيجية
جبل الشيخ: قاعدتان رئيسيتان تؤمنان السيطرة على أعلى نقطة في المنطقة (2814 متر عن سطح البحر)
بلدة حضر: قاعدة عسكرية مقامة في التلول الحمر شرق البلدة
تل كودنة: قاعدة قرب المثلث الحدودي مع الأردن
المجموعة الثانية: قواعد المنطقة العازلة
جباتا الخشب: قاعدة متطورة تضم أكثر من ستة مبان محاطة بالأسوار
الحميدية: قاعدة مماثلة في البناء والتصميم
مدينة القنيطرة: نقاط ارتكاز متعددة
القحطانية: مركز عسكري جديد
المجموعة الثالثة: قواعد التوسع الجديد
شملت القواعد الإضافية مناطق خارج المنطقة العازلة التقليدية، مما يشير إلى نوايا طويلة الأمد لترسيخ الوجود العسكري الإسرائيلي في الأراضي السورية.
البنية التحتية المتقدمة للقواعد
تتميز القواعد الإسرائيلية الجديدة ببنية تحتية متطورة تشمل:
مرافق سكنية للجنود: لاستيعاب الوجود طويل الأمد
مقرات قيادة وسيطرة: مجهزة بأحدث تقنيات الاتصال
عيادات طبية ومرافق خدمية: تشمل دورات مياه وأماكن استحمام
أنظمة مراقبة متقدمة: كاميرات وأجهزة تجسس واستطلاع
شبكة طرق ترابية: تربط القواعد بمرتفعات الجولان المحتل
أنظمة تدفئة ومولدات كهربائية: للتأقلم مع الظروف المناخية القاسية
المساحة المحتلة: 665 كيلومتراً مربعاً
وفقاً للمعطيات الميدانية، ارتفع إجمالي مساحة الأراضي التي بسط الجيش الإسرائيلي سيطرته عليها في محافظات الجنوب السوري إلى نحو 665 كيلومتراً مربعاً منذ ديسمبر 2024. هذه المساحة تشمل:
المنطقة العازلة التقليدية: التي كانت تحت إشراف الأمم المتحدة
مناطق إضافية تتجاوز 500 كيلومتر مربع: في جنوب غرب سوريا
كامل مرتفعات الجولان: بمساحة نحو 1200 كيلومتر مربع
السياق التاريخي والتطورات الحديثة
اتفاقية فك الاشتباك 1974
منذ توقيع اتفاقية فك الاشتباك عام 1974 بين سوريا وإسرائيل، ظلت المنطقة العازلة تحت إشراف قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك (UNDOF). هذه المنطقة، التي تمتد بطول 75 كيلومتراً ويتراوح عرضها بين 10 كيلومترات في الوسط و200 متر في الجنوب، شكلت حاجزاً أمنياً محورياً لخمسة عقود.
إعلان انهيار الاتفاقية
في ديسمبر 2024، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انهيار اتفاقية فك الاشتباك، مبرراً ذلك بانسحاب الجيش السوري من مواقعه. وقال نتنياهو في بيان باللغة العبرية: “هذه المنطقة كانت تحكمها على مدار قرابة 50 عاماً منطقة عازلة اتُفق عليها عام 1974 بموجب اتفاقية فك الارتباك. وقد انهارت الاتفاقية بترك الجنود السوريين لمواقعهم”.










