رحب مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون بالهجمات العسكرية الأخيرة التي شنتها الولايات المتحدة وإسرائيل على المنشآت النووية والعسكرية الإيرانية، معتبرًا أنها “فرصة تاريخية لإسقاط النظام الديني الإيراني”.
وفي مقابلة أجراها مع بودكاست “عين على إيران” التابع لقناة إيران إنترناشونال، قال بولتون:
“أعتقد أن الوقت قد حان الآن لمناقشة شروط استسلام آيات الله.”
وجاءت تصريحاته قبيل اجتماع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، المقرر عقده يوم الاثنين، وسط تصاعد التوترات الإقليمية بعد سلسلة من الغارات الجوية المكثفة.
هجمات مشتركة وسقوط قتلى بالمئات
ووفقًا لمنظمات حقوقية، أسفرت الهجمات الأمريكية-الإسرائيلية على مراكز إيرانية حساسة عن مقتل ما لا يقل عن 1200 شخص، معظمهم من القوات العسكرية والعاملين في المنشآت النووية. وردّت إيران بشن هجمات صاروخية على إسرائيل أدت إلى مقتل 24 شخصًا.
وفي تقييمه لتبعات الضربات، قال بولتون:”الغارات الجوية الأخيرة كانت عامل زعزعة استقرار بالغ الأهمية. لقد أثبتت أن النظام الإيراني بات عاجزًا عن الدفاع عن نفسه.”
“نظام يتآكل من الداخل”
وأشار بولتون إلى تدهور المعنويات داخل النظام الإيراني بعد مقتل عدد من كبار قادة الحرس الثوري وتدمير مواقع استراتيجية، واصفًا الجمهورية الإسلامية بأنها في “أضعف وضع لها منذ ثورة 1979”.
وأضاف:”النظام يتآكل من الداخل. هناك استياء متصاعد بين الشباب، والنساء، والأقليات. يجب مواصلة الضغط لإحداث الانهيار الكامل.”
تحذير من التراجع وانتقاد لهدنة “متسرعة”
ورغم ترحيبه بالضربة العسكرية، وجه بولتون انتقادًا حادًا لقرار وقف إطلاق النار، الذي توسطت فيه الولايات المتحدة، ووصفه بأنه “خطأ استراتيجي”.
وقال:”في الساعات الأولى، كانت لدينا سيطرة كاملة على الأجواء. كان يمكن توسيع العملية، لكننا فوتنا الفرصة.”
وألمح إلى أن القرار جاء بدوافع شخصية من الرئيس ترامب، قائلًا:
“ترامب يريد جائزة نوبل للسلام، ويعتقد أن الهجوم الناجح يمنحه فرصة للعب دور الوسيط. لكن بالنسبة له، السياسة الخارجية دائمًا شخصية. الأمر لا يتعلق بالأمن القومي، بل بصورته الذاتية.”
دعوات لمواصلة الضغط وسط غياب احتجاجات شعبية
رغم ضعف النظام، بحسب وصف بولتون، إلا أنه لم تُسجل حتى الآن أي احتجاجات واسعة النطاق داخل إيران. ومع ذلك، حذر من التراجع في هذه اللحظة، مؤكدًا:
“نحن قريبون من تحقيق الهدف. التوقف الآن سيكون كارثة وقد يبدد فرصة لا تُعوّض.”










