يستمر فيروس كورونا في التطور والتحور حتى منتصف عام 2025، مع ظهور متحورات جديدة تثير قلق الخبراء والسلطات الصحية حول العالم. في المقدمة يأتي متحوران رئيسيان هما “نيمبوس” (NB.1.8.1) و“ستراتوس” (XFG)، اللذان يشكلان التحدي الأبرز في مواجهة الوباء خلال الفترة الحالية.
متحور “نيمبوس” (NB.1.8.1): السلالة الناشئة
الخصائص والانتشار
تم اكتشاف متحور “نيمبوس” لأول مرة في يناير 2025 في الصين، وانتشر بسرعة ملحوظة عبر القارات. وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يمثل هذا المتحور حالياً 10.7% من حالات كوفيد-19 المُبلغ عنها عالمياً، مقارنة بنسبة 2.5% فقط قبل شهر واحد.
صنفت منظمة الصحة العالمية متحور NB.1.8.1 كـ“متحور تحت المراقبة” في 23 مايو 2025، وقد تم رصده في 22 دولة حول العالم. في الولايات المتحدة، يُعتبر ثاني أكثر المتحورات انتشاراً حيث يمثل حوالي 37% من الحالات اعتباراً من يونيو 2025.
التركيب الجيني والطفرات
يُعد نيمبوس متحوراً فرعياً من أوميكرون، وقد تطور من المتحور الأصلي XDV.1.5.1. يحتوي على طفرات في بروتين سبايك التي تمنحه قدرة أكبر على الانتشار والتهرب الجزئي من المناعة المكتسبة، سواء من اللقاحات أو العدوى السابقة.
متحور “ستراتوس” (XFG): السلالة الهجينة
التكوين الفريد
يُطلق على متحور “ستراتوس” أيضاً اسم “متحور فرانكشتاين” نظراً لطبيعته الهجينة. ينشأ هذا المتحور عندما يُصاب شخص بسلالتين مختلفتين من كوفيد-19 في نفس الوقت، مما يؤدي إلى ظهور متحور هجين جديد.
الانتشار السريع
في المملكة المتحدة، ارتفعت نسبة الإصابة بـ”ستراتوس” من 10% في مايو إلى 40% في منتصف يونيو 2025، مما يؤكد سرعة انتشاره الملحوظة. على المستوى العالمي، يشكل المتحور حالياً 22% من الحالات المسجلة وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
الأعراض المميزة للمتحورات الجديدة
أعراض متحور “نيمبوس”
تشمل الأعراض الشائعة لمتحور نيمبوس ما يلي: التهاب الحلق الشديد (يوصف أحياناً بأنه شعور “بشفرة حادة” أو “أمواس” في الحلق) التعب والإرهاق، السعال الخفيف، الحمى، آلام العضلات،الاحتقان،والأعراض المعوية مثل الغثيان والإسهال والقيء
أعراض متحور “ستراتوس”
يتميز متحور “ستراتوس” بأعراض فريدة: بحة الصوت، السعال،ضيق التنفس،الحمى والقشعريرة، احتقان الأنف، آلام الجسم، التهاب الحلق، الصداع، الإسهال، فقدان الشهية
تقييم منظمة الصحة العالمية
قيّمت منظمة الصحة العالمية الخطر الإضافي الذي يشكله متحور نيمبوس بأنه “منخفض على المستوى العالمي”. البيانات الحالية لا تشير إلى أن هذه المتحورات تسبب أعراضاً أكثر حدة أو زيادة في معدلات الوفيات مقارنة بالمتحورات السابقة.
قدرة الانتقال المعززة
رغم عدم زيادة الشدة، تتميز المتحورات الجديدة بـقدرة أكبر على الانتقال. يمكنها الانتشار بسرعة أكبر والتهرب من دفاعات الجهاز المناعي بفعالية أعلى من المتحورات السابقة.
فعالية اللقاحات والعلاج
اللقاحات الحالية
تؤكد التقارير أن اللقاحات المعتمدة حالياً تظل فعالة ضد المتحورات الجديدة في الوقاية من الأعراض الشديدة ودخول المستشفى. ومع ذلك، قد تحدث انخفاض طفيف في فعالية الأجسام المضادة.
العلاجات المتاحة
تشمل العلاجات الحديثة لكوفيد-19: مثبطات جانوس كيناز (توفاسيتينيب، باريسيتينيب) كخط أول للعلاج في المستشفيات، باكسلوفيد (نيرماترلفير وريتونافير) للحالات الخفيفة إلى المتوسطة، ريمديسيفير عبر الوريد، مولنوبيرافير كبديل فموي،العلاج بالأجسام المضادة وحيدة النسيلة (بيميفايبارت)
إرشادات الوقاية والحماية
التدابير الأساسية
توصي السلطات الصحية باتباع الإجراءات التالية للوقاية من المتحورات الجديدة:
التطعيم المستمر: الحصول على الجرعات المنشطة، خاصة للفئات الأكثر عرضة للخطر
ارتداء الكمامات: في الأماكن المزدحمة وسيئة التهوية
التطهير المستمر: غسل اليدين والأسطح بانتظام
التباعد الاجتماعي: المحافظة على مسافة آمنة (2 متر)
التهوية الجيدة: في الأماكن المغلقة
التغذية السليمة: لتعزيز جهاز المناعة
إرشادات خاصة للفئات الضعيفة
بالنسبة لكبار السن والأشخاص ذوي المناعة الضعيفة: تلقي الجرعات المعززة المجانية (فوق 75 عاماً)، تجنب التجمعات والأماكن المزدحمة، المتابعة الطبية المنتظمة، والاختبار الفوري عند ظهور الأعراض.
التوقعات والاستعداد للمستقبل
احتمالية موجة صيفية
يحذر الخبراء من إمكانية حدوث موجة جديدة من الإصابات خلال الصيف بسبب: تراجع المناعة المجتمعية، انخفاض معدلات التطعيم، زيادة التفاعل الاجتماعي في الطقس الدافئ.
المراقبة المستمرة
تواصل منظمة الصحة العالمية والسلطات الصحية العالمية المراقبة الدقيقة للمتحورات الجديدة، مع التركيز على: رصد التطورات الجينية، متابعة معدلات الانتشار، تقييم فعالية اللقاحات والعلاجات، وتحديث البروتوكولات الصحية.










