وسط احتدام معارك قطاع غزة لليوم الـ641 على التوالي، أعلن أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم كتائب القسام، أن عملية بيت حانون المركبة تمثل ضربة إضافية سددها مجاهدو القسام لـ”هيبة جيش الاحتلال الهزيل ووحداته الأكثر إجراماً”.
وأكد أبو عبيدة أن هذه العملية وقعت في ميدان ظنه الاحتلال آمناً بعد أن “لم يُبقِ فيه حجراً على حجر”.
تفاصيل عملية بيت حانون النوعية
استهدفت العملية النوعية التي وقعت مساء يوم الاثنين 7 يوليو 2025، وحدات نخبوية إسرائيلية من كتيبة “نيتسح يهودا” التابعة للواء كفير، إضافة إلى وحدة “يهلوم” الهندسية الخاصة. وأسفرت العملية عن مقتل 5 جنود وإصابة 14 آخرين، بينهم اثنان في حالة خطيرة.
آليات التنفيذ المُحكم
نُفذت العملية بتكتيك الكمين المركب الذي شمل: تفجير عبوتين ناسفتين عن بُعد أثناء مرور القوة الإسرائيلية سيراً على الأقدام، واستهداف قوات الإنقاذ بإطلاق النار من كمين محكم أثناء محاولة إخلاء المصابين
وكذلك إطلاق قذيفة مضادة للدروع على روبوت محمل بالذخيرة أثناء تجهيزه، واستهداف المدرعات وإشعال النيران فيها، مما أدى لاحتراق بعض الجنود
الوحدات المستهدفة: نخبة الجيش الإسرائيلي
كتيبة “نيتسح يهودا”: الوحدة المتطرفة
تُعد كتيبة “نيتسح يهودا” (97) إحدى أكثر الوحدات إثارة للجدل في الجيش الإسرائيلي. تأسست عام 1999 كـأول كتيبة حريدية (يهود متطرفون) لاستيعاب اليهود الأرثوذكس المتشددين والمستوطنين المتطرفين الذين لم يُقبلوا في وحدات أخرى.
تتميز هذه الكتيبة بـتاريخ طويل من انتهاكات حقوق الإنسان، وقد واجهت تهديدات بعقوبات أمريكية بموجب قوانين “ليهي” بعد ارتكابها جرائم ضد المدنيين الفلسطينيين. ومن أبرز جرائمها مقتل المسن الأمريكي-الفلسطيني عمر أسعد (78 عاماً) في يناير 2022 بعد تقييده وتركه في البرد القارس.
وحدة “يهلوم”: العيون تحت الأرض
وحدة “يهلوم” (الماسة) هي الوحدة الهندسية للعمليات الخاصة وتُعتبر من أبرز وحدات النخبة في الجيش الإسرائيلي. تتخصص في كشف وتدمير الأنفاق، وتفكيك العبوات الناسفة، والعمليات الهندسية الخاصة
وقد تكبدت الوحدة خسائر فادحة في غزة، حيث كشفت التقارير العبرية مقتل 37 جندياً من وحدة “يهلوم” منذ بداية الحرب، أبرزهم خبراء الأنفاق والمتفجرات.
استراتيجية الاستنزاف: حرب طويلة الأمد
أكد أبو عبيدة أن معركة الاستنزاف التي يخوضها مقاتلو القسام “من شمال القطاع إلى جنوبه ستكبّده كل يوم خسائر إضافية”. وحذر من أنه “لئن نجح [العدو] مؤخراً في تخليص جنوده من الجحيم بأعجوبة؛ فلربما يفشل في ذلك لاحقاً ليصبح في قبضتنا أسرى إضافيون”.
تصاعد الخسائر الإسرائيلية
تشهد الخسائر الإسرائيلية تصاعداً مستمراً، حيث سُجل شهر يونيو 2025 كـالأكثر دموية منذ بداية العام بـ20 قتيلاً، بينهم 15 سقطوا في معارك خان يونس يوم 24 يونيو. وبلغ العدد الإجمالي للقتلى والجرحى الإسرائيليين 880 جندياً وضابطاً قتيلاً و6,029 مصاباً منذ 7 أكتوبر 2023.
تكتيكات حرب المدن المتطورة
تعتمد المقاومة على استراتيجية حرب الاستنزاف المنضبطة التي تشمل الكمائن المركبة والبسيطة من بيت لاهيا حتى رفح، واستخدام شبكات الأنفاق والأراضي المدمرة لتنفيذ الهجمات
وأيضا التركيز على “أهداف الفرصة” وتحقيق عنصر المفاجأة، والاستطلاع المتخصص لرصد تحركات القوات الإسرائيلية
السياق السياسي: لقاء نتنياهو-ترامب
تزامنت عملية بيت حانون مع لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض. وكشفت التقارير أن “ملامح نتنياهو تغيرت” بعد وصول خبر الكمين، حيث قُطع اجتماعه مع المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف في منتصفه.
محاور اللقاء الأمريكي-الإسرائيلي
التقى نتنياهو قبل لقاء ترامب بكل من وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف.
وقدم نتنياهو لترامب رسالة ترشيح رسمية لجائزة نوبل للسلام، كما بحثا الضربة على المنشآت الإيرانية ووصفاها بـ”العملية التاريخية”.
رسالة المقاومة الاستراتيجية
ختم أبو عبيدة بيانه بتأكيد أن “صمود شعبنا وبسالة مقاوميه الشجعان هما حصراً من يصنعان المعادلات ويرسمان معالم المرحلة القادمة”. وحذر من أن “القرار الأكثر غباءً الذي يمكن أن يتخذه نتنياهو سيكون الإبقاء على قواته داخل القطاع”.
هذا البيان يعكس رؤية استراتيجية طويلة الأمد للمقاومة الفلسطينية، التي تسعى لتحويل غزة إلى “مستنقع استنزاف” للقوات الإسرائيلية، مؤكدة قدرتها على مواصلة المقاومة والصمود رغم التدمير الواسع والحصار المفروض على القطاع منذ 641 يوماً.










