في تطور لافت على صعيد العلاقات الإقليمية، شهد الكنيست الإسرائيلي، يوم الثلاثاء، حدثا غير مسبوق تمثل في مشاركة محلل سعودي وناشط سوري في مؤتمر أطلق جماعة ضغط جديدة تهدف إلى تعزيز تسوية أمنية شاملة في الشرق الأوسط، بما يشمل فتح قنوات جديدة للتقارب بين إسرائيل والسعودية وسوريا.
وشارك في المؤتمر المحلل السياسي السعودي عبد العزيز الخميس، الذي قام بزيارة نادرة إلى الكنيست الإسرائيلي، والناشط السوري شادي مارتيني، إلى جانب عدد من أعضاء الكنيست الإسرائيلي، من بينهم جلعاد كاريف، ورام بن باراك، وألون شوستر.
عبد العزيز الخميس في الكنسيت
خلال كلمته، شدد عبد العزيز الخميس على ضرورة أن تستغل إسرائيل ما وصفه بـ”الهيمنة العسكرية غير المسبوقة” التي تحققت بعد الهجمات على إيران، من أجل الدفع نحو تسوية سلمية دائمة في المنطقة. وقال:
“من المستحيل الموافقة على وضع يسجن فيه الناس في غزة… يجب إقامة دولة فلسطينية لامركزية مع التزام إسرائيلي واضح بالتعايش.”

وأضاف الخميس أن الفرصة الراهنة قد تكون “الأخيرة في جيلنا” من أجل الانتقال من إدارة الصراع إلى حله، محذرا من أن القوة بلا رؤية للسلام “لا تجدي نفعا”.
الناشط السوري شادي مارتين
من جانبه، تحدث الناشط السوري شادي مارتيني عن لقاء جمعه مؤخرا برئيس المرحلة الانتقالية المفترض في سوريا، أحمد الشرع (المعروف باسم الجولاني)، داخل قصر الرئاسة في دمشق. وأوضح مارتيني أن اللقاء، الذي شارك فيه أيضا حاخام يهودي وكاهن مسيحي، تطرق بوضوح إلى العلاقات مع إسرائيل.

ونقل مارتيني عن الشرع قوله:”لا تتاح لنا مثل هذه الفرصة إلا مرة واحدة كل 100 عام. لن تكون نافذة الفرصة متاحة دائما.”
يأتي هذا المؤتمر في سياق تحولات دراماتيكية تشهدها المنطقة، بدءا من مؤشرات تقارب سعودي إسرائيلي غير معلن، مرورا بحوارات سياسية سورية جديدة، وصولا إلى تغيرات في موازين القوى بعد الضربات المتكررة التي طالت النفوذ الإيراني في المنطقة، لا سيما في سوريا ولبنان.
ويعد هذا الظهور العلني لمسؤولين غير إسرائيليين داخل الكنيست — وخاصة من السعودية وسوريا — تطورا رمزيا عميق الدلالة، في وقت تتزايد فيه الضغوط من المجتمع الدولي والداخل الإسرائيلي من أجل التوصل إلى تسوية سياسية تنهي عقودا من الصراع.










