أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مساء الأربعاء 9 يوليو 2025 إقالة ميخائيل بوجدانوف من منصبيه كنائب وزير الخارجية والمبعوث الخاص لرئيس روسيا إلى منطقة الشرق الأوسط ودول أفريقيا، وذلك بموجب مرسومين منفصلين صدرا عن الكرملين، ليطوي بذلك صفحة حافلة لأحد أبرز الدبلوماسيين الروس في المنطقة العربية على مدى أكثر من خمسة عقود.
الإعفاء بناءً على طلب شخصي
أكدت وكالة “تاس” الروسية الرسمية أن إعفاء بوجدانوف جاء بناءً على طلبه الشخصي و”لأسباب شخصية”، حيث يبلغ من العمر 73 عاماً (مواليد 1952). وفي أول رد فعل منه على إقالته، قال بوجدانوف لصحيفة “إزفيستيا” الروسية: “حان الوقت. السن، التقاعد”.
رغم أن بوتين كان قد مدد في يناير 2025 مهام بوجدانوف حتى مارس 2026، إلا أنه تم إعفاؤه قبل انقضاء هذه المدة بناءً على طلبه الشخصي.
ويأتي هذا القرار في سياق تغييرات دبلوماسية أوسع تشهدها روسيا، حيث شهدت الأشهر الأخيرة إقالات متعددة لمسؤولين رفيعي المستوى، بما في ذلك انتحار وزير النقل رومان ستاروفويت في يوليو 2025 بعد إقالته بساعات
حملة الإقالات والتطهير
تأتي إقالة بوجدانوف في سياق حملة واسعة من التغييرات شهدتها روسيا في الآونة الأخيرة، شملت إقالة وانتحار وزير النقل رومان ستاروفويت في يوليو 2025 بعد ساعات من إقالته بسبب شبهات فساد مرتبطة بمنطقة كورسك.
كما شهدت الأشهر الماضية اعتقال عدة جنرالات وقادة عسكريين بتهم الفساد، منهم نائب وزير الدفاع تيمور إيفانوف، ونائب رئيس هيئة الأركان العامة فاديم شامارين، في إطار ما وصفته وسائل إعلام غربية بـ”حملة تطهير داخل الجيش الروسي”.
استقرار السياسة الخارجية
رغم هذه التغييرات، تشير المصادر الدبلوماسية إلى أن السياسة الخارجية الروسية تجاه الشرق الأوسط ستبقى على نهجها العام، حيث من المتوقع أن يواصل فريق لافروف في وزارة الخارجية تطبيق الخطوط العريضة التي رسمها بوجدانوف على مدى العقود الماضية.
نهاية حقبة دبلوماسية
بإقالة ميخائيل بوجدانوف، تطوي روسيا صفحة مهمة من تاريخها الدبلوماسي في الشرق الأوسط وأفريقيا. فقد مثّل هذا الدبلوماسي المخضرم لأكثر من خمسة عقود الوجه الروسي الأبرز في المنطقة العربية، شاهداً على تحولات جذرية من الحرب الباردة إلى انهيار الاتحاد السوفيتي، ومن ثورات الربيع العربي إلى الصراعات الإقليمية المعاصرة.
ترك بوجدانوف إرثاً دبلوماسياً ثرياً وشبكة علاقات واسعة في المنطقة، وسيتولى جيل جديد من الدبلوماسيين الروس مهمة البناء على هذا الأساس لتطوير العلاقات الروسية-العربية في مرحلة جديدة تشهد تحديات وفرص متجددة في واقع سياسي مغاير عما كان عليه عند بداية مسيرة هذا الدبلوماسي المخضرم.










