ضغوط غربية وعربية على “الشرع” للتطبيع مع إسرائيل. كوالس اجتماعه مع بين زايد
كشفت مصادر مطلعة، نقلها الشيخ صالح، أحد القياديين في “هيئة تحرير الشام”، عن كواليس حساسة رافقت زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى الإمارات مؤخرا، في ظل جهود إقليمية ودولية لإعادة ترتيب الوضع في سوريا تحت ما يوصف بـ”المرحلة الانتقالية” بقيادته، لكن بشروط واضحة، على رأسها التطبيع الكامل مع إسرائيل، مقابل ضمان بقائه في السلطة.
رسائل بريطانية حاسمة: “جئنا بك لتقود المرحلة الانتقالية لا لتبقى حاكما”
خلال اجتماع غير مسبوق عقده وفد بريطاني مع “الشرع” في الإمارات، نقل عنه قولهم له بلهجة صارمة: “اخترناك لأنك قادر على إنهاء الفكر الجهادي، وتمهيد الطريق للسلام مع إسرائيل، لا لأنك بديل دائم لبشار الأسد”. وأكد الوفد أن هناك مؤشرات مقلقة حول نية “الشرع” ترتيب الحكم لنفسه بشكل دائم.
الوفد البريطاني، في خطوة رمزية لافتة، التقى لأول مرة بعدد من قوى المجتمع المدني في دمشق، من بينها منظمة علوية ترأسها شذا العلي، في رسالة تحذير مبطنة لـ”الشرع” مفادها: “لست الخيار الوحيد”.
باراك ونتنياهو يرفعان السقف: لا تطبيع سري بعد 7 أكتوبر
وبحسب التسريبات، أبلغ توماس باراك “الشرع” بشكل مباشر بأن الخيار بات ثنائيا: إما التطبيع مع إسرائيل علنا، أو العمل على إسقاطك.
وفي محاولة للوساطة، توجه “الشرع” إلى أبو ظبي، حيث توسط محمد بن زايد شخصيا وفتح اتصالا ثلاثيا بحضور ترامب ونتنياهو، مؤكدا: “الرجل جاهز لكل شيء… لكنه لا يستطيع الآن إعلان التخلي عن الجولان.”
لكن نتنياهو كان حاسما، وأبلغ الحاضرين: “ما بعد 7 أكتوبر ليس كما قبله. لا سلام في الظلام بعد اليوم.”
تضارب إسرائيلي داخلي حول الملف السوري
في المقابل، تواجه إسرائيل انقساما داخليا بشأن التسوية مع دمشق، تيارات اليمين الديني ترفض بالمطلق أي اتفاق مع سوريا، وترى أن الجولان جزء من “ممر داوود”.
فيما تيارات أخرى داخل الأمن والجيش ترى فرصة تاريخية لا تفوت، وتدفع نحو قبول “اتفاق أمني” دون إعلان التخلي عن الجولان.
السيناريو المطروح حاليا – وفق المعلومات – يتضمن اتفاقا غير معلن يتمثل في مناطق عازلة ثلاث في الجنوب السوري، وحرية التوغل الإسرائيلي في حال أي تهديد، وسحب السلاح الثقيل من الجنوب، والانسحاب حتى خطوط 1974 دون إعادة الجولان فعليا.
الشرع يعود إلى دمشق… والملف لا يزال مفتوحا
بعد تأجيل الاتفاق، عاد “الشرع” إلى دمشق دون نتائج نهائية. الضغوط مستمرة من قبل الولايات المتحدة، الإمارات، والسعودية على إسرائيل لتخفيف شرط الإعلان العلني عن التخلي عن الجولان.
انتقادات داخلية: التطبيع مقابل البقاء؟
التحليلات التي رافقت هذه التسريبات تحذر من أن أي اتفاق يبقي الجولان تحت الاحتلال مقابل تثبيت السلطة في دمشق، لا يمثل السلام، بل استسلاما يخدم مصالح ضيقة.
الشيخ صالح، ناقل التسريبات، ألقى باللوم على قادة الفصائل المعارضة الذين سمحوا بـ”تفويض مجاني للسلطة”، وتركوا الساحة فارغة، بلا معارضة سياسية حقيقية، ولا مؤسسات رقابية، مشيرا إلى عبثية تعيين شخصيات غير مؤهلة في مواقع حساسة، في وقت ترسم فيه خارطة مستقبل سوريا.
خلاصة: هل ترضخ إسرائيل؟ وهل ينجو الشرع من ضغط “السلام العلني”؟
المشهد لا يزال في طور التشكل، والقرار النهائي رهن بتطورات إقليمية متسارعة. الشرع يحاول لعب دور الوسيط والمنقذ، لكن الضغوط الدولية واضحة: لا بقائك دون ثمن… ولا تطبيع بلا إعلان.










