حذر اللواء احتياط تامير هيمان، رئيس معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، من تعقيدات المعركة الحالية التي تخوضها إسرائيل ضد حركة حماس، مؤكدًا أن التنظيم الفلسطيني تكيف بشكل مثالي مع أسلوب حرب العصابات، الأمر الذي منحها ميزة نسبية واضحة في المواجهات الجارية.
وفي تصريحات أدلى بها في مؤتمر أمني مغلق، قال هيمان:”استغرق الأمر بعض الوقت، لكن من الواضح أن هناك منافسة، وفي هذه المنافسة بين جيش نظامي كبير مثل الجيش الإسرائيلي وتنظيم يعمل كعصابة، هناك ميزة واضحة لحرب العصابات.”وأوضح هيمان أن حماس طورت أساليب قتالية تعتمد على نصب الكمائن، استغلال مخلفات سلاح الجو لصناعة المتفجرات، ومهاجمة قوات الإنقاذ وسط الفوضى، مشيرًا إلى أن هذه الطريقة أثبتت نجاحها بشكل لافت في الميدان.
وأضاف:”هم لا يفتقرون إلى المواد المتفجرة، بل يصنعون كمينًا، يراقبون بأسلحة خفيفة، وعندما تصل القوات أو وحدات الإنقاذ، يشنّون الهجوم. هذه ليست تكتيكات جديدة، لكنها فعالة، وللأسف نحن نواجه صعوبة في مواجهتها بالسرعة المطلوبة.”
وأشار رئيس المعهد إلى أن هذه التكتيكات تذكره بتجربة القوات الأميركية في العراق بعد الغزو، حيث تحولت العبوات الناسفة إلى هاجس رئيسي للقوات الأميركية، قائلاً:”أتذكر عندما كنت في الجيش، جاء الأميركيون إلينا يسألون: كيف نتعامل مع العبوات الناسفة؟ لقد استثمروا مبالغ طائلة لتطوير تقنيات، لكنهم دفعوا ثمنًا باهظًا بسبب تلك العبوات. العصابات دائمًا تسبق الجيش النظامي بخطوة.”
وبينما أكد هيمان أن الجيش الإسرائيلي في نهاية المطاف سيحسم المعركة، إلا أنه حذر من أن ذلك لن يتحقق سريعًا، قائلاً:
“هذا سيستغرق وقتًا طويلاً جدًا، لا نتحدث عن أسابيع أو شهور، بل فترة أطول بكثير. إذا تركنا الوضع كما هو الآن، سنجد أنفسنا في معركة استنزاف طويلة الأمد.”
تصريحات هيمان تسلط الضوء على التحول في طبيعة التحديات الأمنية التي تواجه إسرائيل في صراعها مع فصائل المقاومة الفلسطينية، وتؤكد أن المعركة على الأرض أصبحت أكثر تعقيدًا وتشابكًا مما كان متوقعًا.










