بدأت تايوان يوم الأربعاء 9 يوليو 2025 أكبر مناورات عسكرية في تاريخها، تحت اسم “هان كوانغ” (Han Kuang) في خطوة تهدف إلى تعزيز القدرات الدفاعية لمواجهة أي هجوم صيني محتمل. تستمر هذه التدريبات 10 أيام حتى 18 يوليو، وهي مدة مضاعفة مقارنة بالسنوات السابقة التي كانت تستغرق 5 أيام فقط.
مشاركة قياسية لقوات الاحتياط
شارك في هذه المناورات 22 ألف جندي احتياط، وهو أكبر عدد يتم استدعاؤه على الإطلاق لهذه المناورات التي تقام سنوياً منذ العام 1984. تمثل هذه المشاركة زيادة بنسبة 50% مقارنة بالعام الماضي.
تقنيات وأسلحة متطورة
تضمنت المناورات لأول مرة استخدام أنظمة صواريخ المدفعية المتقدمة “هيمارس” (HIMARS) من إنتاج شركة لوكهيد مارتن الأمريكية. كما شملت التدريبات استخدام صواريخ “سكاي سورد” أرض-جو التي طورتها تايوان محلياً.
وبشكل منفصل، أجرت تايوان تدريبات بالذخيرة الحية باستخدام دبابات “إم 1 إيه 2 أبرامز” الأمريكية الصنع، والتي تسلمتها الجزيرة مؤخراً من الولايات المتحدة.
محاكاة سيناريوهات الحرب المعاصرة
ركزت المراحل الأولى من المناورات على اختبار قدرة الجيش التايواني على تحقيق لامركزية القيادة في حال تعرضه لهجوم يعطل أنظمة الاتصالات. وأكد مسؤول دفاعي تايواني كبير أن الجيش يتعلم من التجربة الأوكرانية في السنوات الأخيرة، قائلاً: “نفكر بواقعية فيما قد تواجهه تايوان في القتال الحقيقي”.
تكتيكات “المنطقة الرمادية”
شملت التدريبات محاكاة تكتيكات “المنطقة الرمادية” التي تمارسها الصين، وهي أنشطة لا ترقى إلى مستوى الحرب المفتوحة ولكنها تهدف إلى الضغط على تايوان. تتضمن هذه التكتيكات، الهجمات الإلكترونية، حملات التضليل الإعلامي، توغلات السفن والطائرات في المجالين الجوي والبحري لتايوان، تخريب كابلات الإنترنت البحرية.
تدريبات الدفاع المدني
لأول مرة، تضمنت المناورات تدريبات الصمود في المناطق الحضرية لتقييم الجاهزية المدنية. شملت هذه التدريبات:
إرسال تنبيهات إلى هواتف المواطنين
إطلاق صفارات الإنذار في المدن
تدريب موظفي السوبرماركت على إرشاد الناس للاحتماء عند سماع صفارات الإنذار
الرد الصيني
وصفت وزارة الدفاع الصينية مناورات “هان كوانغ” بأنها “مجرد خدعة” أو “استعراض زائف”. وقال المتحدث باسم الوزارة جيانغ بين إن “الأسلحة التي تنشرها تايوان لا أهمية لها، لأن إعادة توحيد الوطن لن يتم إيقافها”.
وقبل بدء التدريبات، أعلنت وزارة الدفاع التايوانية رصد 31 طائرة حربية و7 سفن صينية عسكرية حول الجزيرة خلال الـ24 ساعة السابقة.
الأهمية الاستراتيجية
أوضح وزير الدفاع التايواني ويلينغتون كو أن هذه التدريبات “ستظهر للمجتمع الدولي أن تايوان عازمة على الدفاع عن نفسها، وستظهر للصين أن جيش البلاد لديه القدرة على الدفاع عن حياة حرة وديمقراطية”.
تأتي هذه المناورات في ظل تصاعد التوتر بين تايوان والصين، حيث تعتبر بكين الجزيرة جزءاً لا يتجزأ من أراضيها ولا تستبعد خيار الغزو المسلح لضمها إذا لزم الأمر. وقد كثفت الصين في السنوات الأخيرة من ضغوطها العسكرية حول الجزيرة، بما في ذلك سلسلة من المناورات الحربية والدوريات اليومية.










