في تصريح مفاجئ يحمل دلالات استراتيجية وأمنية عميقة، دعا الجنرال موهوزي كينيروغابا، قائد قوات الدفاع الأوغندية ونجل الرئيس يويري موسيفيني، إلى الانسحاب الكامل للقوات الأوغندية من الصومال، بعد 18 عامًا من المشاركة في العمليات العسكرية ضمن بعثة الاتحاد الإفريقي (ATMIS).
وقال كينيروغابا في تغريدة لاذعة صباح اليوم: “لقد قاتلت قواتنا بشجاعة لسنوات طويلة ضد الإرهاب. لكن يبدو أن هناك من يتفاوض سرًا مع أولئك الذين سفكوا دماء جنودنا. آن الأوان للانسحاب.”
اتهامات مباشرة للولايات المتحدة
انتقد كينيروغابا ما وصفه بـ “المحادثات السرية” بين الولايات المتحدة وحركة الشباب، التنظيم الجهادي المرتبط بالقاعدة، قائلاً إن هذه التحركات “خيانة لتضحيات الجنود الأفارقة الذين واجهوا الجماعة على الأرض”.
وأشار إلى أن مثل هذه المحادثات، إذا صحّت، “تقوّض جهود مكافحة الإرهاب وتفقد التحالفات معناها”، مضيفًا أن “الشفافية واحترام الشركاء الإقليميين أمر غير قابل للتفاوض”.
أوغندا كانت من أوائل الدول التي أرسلت قوات إلى الصومال عام 2007 في إطار بعثة الاتحاد الإفريقي لدعم الحكومة الصومالية في مواجهة التمرد المسلح من قبل حركة الشباب. وقد خسرت أوغندا مئات الجنود خلال هذه المهمة، وشكّلت قواتها العمود الفقري للعمليات العسكرية في وسط وجنوب الصومال.
ما الذي يعنيه الانسحاب الأوغندي؟
دعوة كينيروغابا تعني تحولًا كبيرًا في موقف كمبالا، وقد تفتح الباب أمام إعادة تقييم أوسع للمهمة الإفريقية في الصومال. ويُخشى من أن يؤدي الانسحاب الأوغندي المحتمل إلى فراغ أمني خطير، في وقت لا تزال فيه قدرات القوات الصومالية محدودة في بعض المناطق.
حتى اللحظة، لم يصدر تعليق رسمي من الولايات المتحدة أو من بعثة ATMIS على تصريحات كينيروغابا. كما لم تُعلّق الرئاسة الأوغندية بعد، رغم أن كون كينيروغابا نجل الرئيس ومقرّبًا من دوائر القرار يعطي تصريحه طابعًا رسميًا شبه مؤكد.
.










