أزمة دبلوماسية حادة بين المكسيك والسلفادور بسبب “طائرة الكوكايين”
تفجرت أزمة دبلوماسية حادة بين المكسيك والسلفادور بعد اعتراض طائرة محملة بـ427 كيلوغراماً من الكوكايين في مدينة كوليما المكسيكية، مما أدى إلى تبادل الاتهامات واستدعاء السفير السلفادوري للتشاور.
اعتراض الطائرة وبداية الأزمة
تفجرت أزمة دبلوماسية حادة بين المكسيك والسلفادور بسبب طائرة صغيرة تم اعتراضها في مدينة كوليما غرب المكسيك، محملة بـ427 كيلوغراماً من الكوكايين. وقد اتهمت السلطات المكسيكية الطائرة بأنها قادمة من السلفادور، مما أثار نزاعاً دبلوماسياً كبيراً بين البلدين.
أعلن وزير الأمن المكسيكي عمر غارسيا حرفوش خلال مؤتمر صحفي أن الطائرة انطلقت من الأراضي السلفادورية قبل أن يتم اعتراضها في ولاية كوليما. وأضاف أن الطائرة كان يديرها ثلاثة أشخاص مكسيكيين يشتبه في ارتباطهم بشبكات تهريب المخدرات.
رد الفعل السلفادوري الحاسم
لم تتأخر السلفادور في الرد على الاتهامات المكسيكية، حيث استدعت سفيرتها في المكسيك روزا دلمي كانياس للتشاور. ورفض الرئيس السلفادوري نجيب بوكيلي بشدة الرواية المكسيكية، واصفاً تصريحات وزير الأمن المكسيكي بأنها “كاذبة”.
أكد بوكيلي في منشور عبر منصة “إكس” أن الطائرة حلقت فوق المحيط الهادئ ولم تهبط في الأراضي السلفادورية. وشدد على أن بلاده “لا توفر ملاذاً للمجرمين ولا تتسامح مع تهريب المخدرات”.
التفاصيل الفنية للحادثة
تقع مدينة كوليما في غرب المكسيك وهي عاصمة ولاية كوليما، وتشتهر بأنها إحدى أهم المراكز التجارية في الولاية. وقد شهدت المدينة في السنوات الأخيرة تصاعداً في أعمال العنف المرتبطة بالمخدرات، حيث صنفت كوليما كواحدة من أكثر المدن عنفاً في العالم.
أما بالنسبة لوزير الأمن المكسيكي عمر غارسيا حرفوش، فهو شخصية أمنية بارزة تولى منصبه في عام 2024 في إدارة الرئيسة كلوديا شينباوم. وقد اكتسب سمعة واسعة في مكافحة الجريمة المنظمة وعمل سابقاً كرئيس للشرطة في مكسيكو سيتي.
السياق الإقليمي لتهريب المخدرات
تأتي هذه الأزمة في سياق تصاعد عمليات تهريب المخدرات في أمريكا الوسطى والجنوبية، حيث تعتبر هذه المنطقة نقطة عبور رئيسية للكوكايين المتجه إلى الولايات المتحدة وأوروبا. وتشير التقارير إلى أن نحو 90% من الكوكايين الداخل إلى الولايات المتحدة يمر عبر الحدود المكسيكية.
لعبت دول أمريكا الوسطى دوراً متزايداً في شبكات تهريب المخدرات، حيث أصبحت تستخدم كنقاط عبور للمخدرات القادمة من كولومبيا وبيرو وبوليفيا. وتشير الدراسات إلى أن حوالي 47% من شمال أمريكا الوسطى يتميز بمناخ وتربة مناسبة لزراعة نبات الكوكا.










