حزب العمال الكردستاني يصدر بيانا تاريخيا خلال مراسم تسليم السلاح
> شهدت مدينة السليمانية في إقليم كردستان العراق، اليوم الجمعة 11 يوليو 2025، مراسم تاريخية لتسليم أولى دفعات السلاح من حزب العمال الكردستاني، في خطوة مهمة تنهي أكثر من أربعة عقود من الصراع المسلح ضد الدولة التركية.البيان الكامل لحزب العمال الكردستاني
أصدر حزب العمال الكردستاني، خلال المراسم التي أقيمت في كهف “جاسنة” بمنطقة سورداش، بيانا تاريخيا جاء فيه:
“بصفتنا مجموعة السلام والمجتمع الديمقراطي، التي شُكِّلت لتسريع عملية التغيير والتحول الديمقراطي، نُحيي بكل احترام جميع الحاضرين هنا ونشهد على عملنا الديمقراطي التاريخي”
الدعوة التاريخية من القائد أوجلان
وتابع البيان: “أتينا هنا استجابة للدعوة التي أطلقها قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان في بيانه بتاريخ 19 يونيو 2025”. كما أشار إلى أن الحضور يستند إلى “نداء السلام والمجتمع الديمقراطي الذي أعلنه القائد عبد الله أوجلان في 27 فبراير 2025”.
قرارات المؤتمر الثاني عشر
أكد البيان أن هذه الخطوة تأتي بناء على “قرارات المؤتمر الثاني عشر لحزب العمال الكردستاني المنعقد في 5-7 مايو 2025”. وقد عقد هذا المؤتمر في مناطق الدفاع المشروع بشمال العراق، حيث صوت 232 مندوبا على قرار حل الحزب وإنهاء الكفاح المسلح.
إعلان التخلي عن السلاح
بادرة حسن النية
“بحسن نية وتصميم على النجاح العملي لعملية السلام والمجتمع الديمقراطي نتخلص طواعية من أسلحتنا أمامكم”
الانتقال إلى النضال السياسي
أكد البيان أن هذه الخطوة تهدف إلى “مواصلة نضالنا من أجل الحرية والديمقراطية والاشتراكية من خلال الأساليب السياسية والقانونية الديمقراطية”.
فلسفة السلام والديمقراطية
إيمان بقوة السياسة
“نتفق تمامًا مع مقولة القائد عبد الله أوجلان: ‘أؤمن بقوة السياسة والسلم الاجتماعي، لا بقوة السلاح، وأدعوكم لتطبيق هذا المبدأ'”
التضحيات والنضال
أشار البيان إلى الطبيعة النضالية للحركة: “نعلم أنه لم يتحقق شيء بسهولة، دون ثمن، أو نضال؛ بل على العكس، تحقق كل شيء بدفع ثمن باهظ يوميًا وبالنضال بكل ما أوتينا من قوة”.
السياق التاريخي والأهمية
أهمية التوقيت
وصف البيان أهمية الخطوة في السياق الإقليمي قائلا: “في ظلّ تفاقم القمع والاستغلال الفاشي عالميًا، وتحوّل منطقتنا، الشرق الأوسط، إلى ساحة حرب، وشعبنا بحاجة ماسة إلى حياة سلمية وحرة ومتساوية وديمقراطية أكثر من أي وقت مضى”.
الدعوة للتقدير والفهم
دعا البيان إلى “أن يرى الجميع – نساءً وشبابًا، عمالًا وكادحين، قوى اشتراكية وديمقراطية، جميع الشعوب، والبشرية جمعاء – القيمة التاريخية لهذه الخطوة نحو السلام والديمقراطية، ويفهموها، ويُقدّروها”.
دعوات للمجتمع الدولي
احترام الحقوق الكردية
“ندعو جميع القوى الإقليمية والعالمية المسؤولة عن معاناة شعبنا إلى احترام حقوقه الوطنية المشروعة والديمقراطية ودعم عملية السلام والحل الديمقراطي”
التضامن الدولي
كما دعا إلى “النضال بنشاط أكبر من أجل الحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان، والحل السياسي الديمقراطي للقضية الكردية، وتطوير وتعزيز النضال والتضامن الدولي الديمقراطي والاشتراكي على المستوى العالمي”.
تفاصيل المراسم
الموقع والمشاركون
أقيمت المراسم في كهف “جاسنة” بمنطقة سورداش في محافظة السليمانية. وشارك فيها حوالي 30 مقاتلا من حزب العمال الكردستاني، بينهم 4 قادة.
الحضور والإشراف
حضر المراسم وفود من الحكومة التركية والعراقية وحكومة إقليم كردستان، بالإضافة إلى أعضاء من حزب المساواة وديمقراطية الشعوب التركي.
إجراءات أمنية
لأسباب أمنية، لم تبث المراسم مباشرة، ومُنع دخول الصحفيين إلى موقع الحدث. كما حلّقت عدة مروحيات عسكرية فوق المنطقة، وانتشرت أعداد كبيرة من آليات القوات الأمنية.
المسار التاريخي لعملية السلام
المحطات الرئيسية
ردود الفعل التركية
ترحيب الحكومة التركية
رحب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بهذه الخطوة, واصفا إياها بأنها “تمزيق وإلقاء القيود الدموية التي وُضعت على أرجل بلادنا”.
تصريحات المسؤولين الأتراك
قال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم عمر جليك إن عملية نزع السلاح ستكتمل في غضون 3-5 أشهر. وأضاف: “إذا تجاوزت هذه الفترة، فإنها ستصبح عرضة للاستفزازات”.
الأهمية الإقليمية والدولية
تأثير على المنطقة
من المتوقع أن تؤدي هذه الخطوة إلى عودة الحياة لمئات القرى الحدودية العراقية مع تركيا. كما تأمل الحكومة العراقية في انتهاء القصف والعمليات الحربية التركية.
موقف الأمم المتحدة
رحب خبراء الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار الذي أعلنه حزب العمال الكردستاني, ودعوا إلى “تسوية سلمية للصراع واحترام القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان”.
التحديات المستقبلية
إعادة إدماج المقاتلين
ستواجه تركيا تحدي إعادة إدماج آلاف المقاتلين السابقين في المجتمع. وقد تم الاتفاق على إمكانية عودتهم إلى تركيا أو انتقالهم إلى بلد ثالث.
الضمانات القانونية
دعا حزب العمال الكردستاني إلى تقديم ضمانات قانونية وسياسية لعبد الله أوجلان. كما دعا إلى تشكيل لجنة برلمانية للإشراف على عملية نزع السلاح.
الخلاصة والتوقعات
انتصار للسلام
نموذج للمنطقة
قد تصبح تجربة السلام التركية-الكردية نموذجا يُحتذى به في المنطقة. وقد أشار خبراء إلى أن “تركيا والأكراد سيطوران نموذجهما الخاص لحل النزاعات”.
المرحلة القادمة
تبدأ الآن مرحلة جديدة من السياسة الديمقراطية والعمل المدني. وكما أكد البيان: “ندعو شعبنا وجميع القوى السياسية إلى أداء واجباتها التربوية والتنظيمية والعملية بنجاح في جميع المجالات”.
تشكل هذه الخطوة التاريخية نقطة تحول حاسمة في تاريخ المنطقة، حيث تنتقل القضية الكردية من مرحلة الصراع المسلح إلى مرحلة العمل السياسي الديمقراطي، مما يفتح آفاقا جديدة للسلام والاستقرار في المنطقة.










