مع اشتداد موسم الأمطار الغزيرة في جنوب السودان، اجتاحت مياه الفيضانات أجزاء واسعة من مدينة بنتيو، عاصمة ولاية الوحدة، مما أدى إلى شلل في حركة السكان وتهديد بالغ لإمكانية إيصال المساعدات الإنسانية الحيوية إلى آلاف المتضررين.
وفي استجابة عاجلة، تدخلت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان (UNMISS) عبر فرقها الهندسية الباكستانية، التي سارعت إلى تأمين الممرات الإنسانية ووقف غرق المناطق الحرجة عبر استخدام مضخات ضخمة عالية القدرة لسحب المياه من الطرق والمناطق السكنية المتضررة.
إنقاذ “ممرات الحياة”
وأكدت البعثة أن استمرار حركة القوافل الإنسانية يعتمد على إبقاء الطرق الحيوية سالكة، مشيرة إلى أن تدخل الفرق الهندسية حال دون عزل مناطق بأكملها عن المساعدات الطارئة.
وقال أحد مسؤولي البعثة في بنتيو:”الفيضانات تهدد بتقويض العمليات الإنسانية. تدخلنا الهندسي السريع أنقذ خطوط الإمداد ومنع حدوث أزمة أكبر.”
تهديد سنوي يتكرر
تُعد مدينة بنتيو من أكثر المناطق عُرضة للفيضانات في جنوب السودان، نظرًا لانخفاض تضاريسها وغياب شبكات تصريف فعّالة، مما يجعلها هدفًا متكررًا لكوارث طبيعية سنوية تزداد حدة عامًا بعد آخر.
ويفاقم الوضع هشاشة الظروف المعيشية، خصوصًا في المخيمات القريبة من مجاري المياه، والتي تؤوي آلاف النازحين الفارين من الصراعات أو الكوارث السابقة.
ورغم أن الجهود الحالية تتركز على احتواء الأزمة وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، إلا أن منظمات إنسانية تُطالب بتدخلات بعيدة المدى، تشمل تطوير البنية التحتية وبناء حلول مستدامة تُحصّن المنطقة من كوارث تتكرر مع كل موسم مطير.
وتبقى بنتيو في قلب أزمة إنسانية متجددة، بانتظار دعم دولي أكثر فاعلية واستجابة مستدامة تتجاوز الطوارئ المؤقتة.










