كشفت مصادر محلية موثوقة لـ”المنشر الإخباري” أن حركة الشباب المتشددة استولت على معدات عسكرية مصريى وتركية الصنع، كانت قد زود بها الجيش الصومالي ومقاتلو مليشيات قبيلة المعاويسلي، خلال معارك دامية اندلعت في إقليم هيران وسط البلاد.
انسحاب مفاجئ وغارات خاطئة
وبحسب الروايات المتعددة الواردة من الخطوط الأمامية، فإن مقاتلي المعاويسلي من عشيرة الحواديلي، الذين اشتهروا بشجاعتهم في مواجهة الجماعات الإرهابية، تركوا وحيدين في ساحة القتال.
بل وذهب الأمر إلى ما هو أبعد من ذلك، إذ تعرضوا، وفقا للمصادر، إلى غارات جوية بطائرات مسيرة لم تصب أهدافها الإرهابية، بل استهدفتهم مباشرة.
“من ضغط على زر الإطلاق؟ من كان وراء الزناد؟” تساؤل تردده الأوساط العشائرية والشعبية بمرارة، ويثير قلقا عميقا حول اختراق القرار العسكري في البلاد، ويعيد إلى الواجهة سؤال السيادة الوطنية الصومالية.

غنائم ثقيلة بيد الإرهاب
عقب انسحاب قوات الجيش والمليشيات المتحالفة، غنمت حركة الشباب مركبات مصفحة وأسلحة تركية كانت قد قدمت سابقا من أنقرة إلى مقديشو لدعم الجيش الوطني الصومالي في حربه ضد الإرهاب.
وفي تطور صادم، أفادت تقارير أن نفس المركبات التركية التي صورت سابقا في معسكرات الجيش الصومالي، ظهرت لاحقا في هجمات شنتها حركة الشباب، من بينها الهجوم الدموي على بلدة موكوري.
مركبات تركية في خدمة الإرهاب
ما يثير الريبة هو أن هذه المدرعات والأسلحة لم تدمر أو تعطل أثناء الانسحاب، بل تركت سليمة لتقع في أيدي العدو. واليوم، تجوب المركبات المدرعة التركية – التي وصفت بأنها مخصصة للدفاع عن البلاد – إلى جانب مقاتلي حركة الشباب الذين ارتكبوا مجازر بحق المدنيين.
وتساءلت المصادر:”كيف يمكن تفسير هذا الصمت الرسمي المطبق؟ كيف تحولت المساعدات العسكرية الدولية إلى أدوات تستخدم ضد المدنيين؟”

اتهامات بالخيانة والتواطؤ
البيئة السياسية في الصومال تشهد حالة غليان، حيث توجه اتهامات خطيرة بالخذلان والتواطؤ إلى القيادة المركزية، لا سيما مع استمرار صمت الرئاسة الصومالية، التي لم تصدر حتى الآن أي تعليق رسمي على ما جرى في هيران.
وتتهم جهات محلية في هيران النظام الفيدرالي بـ”تفكيك بطيء لعشيرة هاوادلي”، مشيرين إلى أن ما يحدث ليس مجرد فشل في التنسيق أو ضعف في القيادة، بل خيانة مدروسة وتواطؤ سياسي يرقص على إيقاع مصالح خارجية.

نداء للإنقاذ أم صرخة وداع؟
الوضع في هيران يعد مؤشرا خطيرا لما قد يكون بداية لانهيار جهود محاربة الإرهاب في الصومال، في ظل تفشي الفساد السياسي، والتحالفات الغامضة، وغياب المحاسبة.
وفيما لا تزال المركبات التركية تجوب شوارع القرى والبلدات تحت راية حركة الشباب، يبدو أن عشيرة هاوادلي تقاتل وحدها، شعبا ودولة، من أجل البقاء.










