ردت الادارة الذاتية لشمال شرق سوريا على تصريحات المبعوث الأمريكي توماس باراك، أكد رياض درار، نائب الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية (مسد)، أن الاجتماع الأخير بين الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا والحكومة السورية لم يسفر عن أي اتفاق، بل اقتصر على التفاهم حول استمرار الحوار، مشيرا إلى أن الإدارة الذاتية تسعى إلى تسريع وتيرة التفاهمات بعيدا عن حالة البطء التي تعيق التقدم.
وأضاف درار أن اتفاق 10 آذار ما يزال بحاجة إلى تفصيلات واضحة حول الأهداف النهائية للطرفين، مشددا على أن نجاح أي اتفاق مرهون بوجود رؤية مشتركة تحدد طبيعة العلاقة السياسية والعسكرية والإدارية.
دمج قسد في الجيش السوري: تحفظات واضحة
وحول مسألة دمج قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ضمن الجيش السوري، قال درار إن هذا الأمر يتطلب أولا شرحا لطبيعة النظام العسكري القائم حاليا، والذي وصفه بأنه “محسوب على جهة واحدة من حيث التوجيه الديني”، معتبرا أن ذلك “لا يتناسب مع مشروع بناء جيش وطني جامع”.
وأوضح أن قسد مستعدة للحوار مع الحكومة حول آلية بناء الجيش الوطني السوري، لكن ضمن مبادئ الشمول والكفاءة لا الولاء الأيديولوجي، مؤكدا أن القوات المدربة في شمال وشرق سوريا يجب أن يكون لها مكان واضح ومحترم في أي هيكلية عسكرية مستقبلية.
كما شدد على أن حماية المناطق في شمال وشرق البلاد يجب أن تكون من قبل أبنائها، محذرا من تكرار السيناريوهات المأساوية التي حصلت سابقا في مناطق الساحل والجنوب، نتيجة غياب الانضباط ووجود عناصر منفلتة قد تشكل خطرا على المدنيين والمناطق الضعيفة دفاعيا.
الرد على التصريحات الأمريكية بشأن الفدرالية
وفي تعليقه على تصريح توماس باراك، المبعوث الأميركي إلى سوريا، الذي اعتبر أن الفدرالية في سوريا “غير ممكنة”، قال درار إن “الولايات المتحدة دولة فدرالية، وكذلك أغلب الدول المتقدمة”، مؤكدا أن الإدارة الذاتية لا تطالب اليوم بالفدرالية بل بـ”اللامركزية الديمقراطية”.
وأوضح أن اللامركزية تعني إدارة ذاتية للمناطق عبر مؤسسات محلية، ضمن مرجعية مركزية في دمشق، مبينا أن هناك مؤسسات سيادية بطبيعتها مثل الدفاع والخارجية والمالية يجب أن تبقى مركزية، في حين يمكن تفويض قطاعات أخرى كالتعليم والزراعة إلى السلطات المحلية.
واعتبر درار أن تصريحات باراك قد تفهم بأنها تشجيع ضمني للحكومة السورية على التشبث بمواقفها، واصفا تلك المواقف بأنها قائمة على توجه ديني واستفراد في السلطة، وهو ما يهدد مشروع بناء سوريا وطنية تعددية.
استمرار الحوار رغم التحفظات
ورغم التحديات، أكد درار أن الحوار مع دمشق سيستمر، موضحا أن المشروع القائم في شمال وشرق سوريا قام على تضحيات كبيرة في مواجهة تنظيم “داعش” والإرهاب، وبمساعدة التحالف الدولي، مشددا على أن هذه التضحيات لن تذهب هباء.
وأشار إلى أن مجلس سوريا الديمقراطية عمل لسنوات على كسب الدعم الدولي، وأن التفاوض الصادق يمكن أن يحقق استقرارا مشتركا، بشرط وجود تنازلات متبادلة مع الحفاظ على أساسيات مشروع الإدارة الذاتية.
من الفدرالية إلى اللامركزية الديمقراطية
وفي ختام حديثه، استعرض درار تطور مشروع الإدارة الذاتية، موضحا أن مشروع الفدرالية الذي أطلق عام 2016 تطور لاحقا إلى اللامركزية الديمقراطية، باعتباره النموذج الأمثل لتحقيق توازن سياسي وإداري.
واعتبر أن هذا المشروع يمثل بديلا ديمقراطيا في وجه تصاعد المرجعيات الدينية والسلفية الجهادية التي بدأت تشكل ملامح المشروع القائم حاليا، مؤكدا أن الشعب السوري “لا يمكن أن يقبل بمثل هذا التوجه المتطرف”، خاصة بعد معاناته من تبعات نظام الأسد.










