أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، يوم الجمعة، أن ما لا يقل عن 798 فلسطينيا لقوا حتفهم أثناء انتظارهم الحصول على الغذاء والإمدادات الإنسانية في قطاع غزة، خلال الأسابيع الستة الماضية، أي منذ نهاية شهر مايو/أيار 2025.
وذكرت وكالة فرانس برس أن 10 فلسطينيين آخرين قتلوا اليوم الجمعة أثناء وقوفهم في طوابير للحصول على مساعدات غذائية، ما يرفع الحصيلة المؤكدة إلى 808 قتلى على الأقل، جميعهم سقطوا في محيط مراكز التوزيع الغذائية التي تحولت إلى مشاهد مأساوية للجوع والدم.
وتقع مراكز التوزيع تلك تحت إشراف ما تعرف بـ”مؤسسة غزة الإنسانية”، وهي جهة مدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، تم إنشاؤها مؤخرا بديلا عن المنظمات الأممية والإغاثية التقليدية، في خطوة أثارت جدلا واسعا حول أهدافها وسلوكها الميداني.
اتهامات بارتكاب “جرائم حرب”
وجهت عدد من المنظمات الحقوقية الدولية البارزة، خلال الأشهر الماضية، اتهامات حادة إلى المؤسسة، متهمة إياها بـ”انتهاك مبادئ الحياد الإنساني” و”المشاركة المحتملة في جرائم حرب”، في ظل استمرار سقوط الضحايا المدنيين خلال عمليات توزيع المعونات، أو بسبب فوضى التنظيم وغياب الحماية.
وقالت المفوضية إن معظم القتلى سقطوا نتيجة تدافع وفوضى أمنية وقصف مباشر أو إطلاق نار في محيط نقاط التجمع، محذرة من أن الوضع في غزة بلغ “مرحلة الانهيار الكامل” من حيث الاستجابة الإنسانية.
كارثة إنسانية شاملة
ويواجه أكثر من مليوني مواطن فلسطيني في قطاع غزة أوضاعا إنسانية كارثية، وسط انهيار البنية التحتية الصحية، وانتشار واسع للأوبئة وسوء التغذية، إلى جانب شح المياه والدواء وانعدام الأمن الغذائي.
وحذرت المفوضية الأممية من أن غزة على شفا مجاعة شاملة، وأن تأخير أو تسييس المساعدات الإنسانية يشكل جريمة ضد المدنيين العزل، داعية إلى استئناف دور المنظمات الأممية والمحايدة فورا، وإلى توفير ممرات إنسانية آمنة ومستقرة تحت إشراف دولي.










