أعلن الحرس الثوري الإيراني وفاة علي طائب، الممثل السابق للمرشد الإيراني علي خامنئي في مقر “ثار الله” التابع للحرس الثوري، دون أن يقدّم أي معلومات حول ظروف الوفاة أو توقيتها أو أسبابها.
كما أصدر القائد العام الجديد للحرس الثوري، العميد محمد باكبور، رسالة تعزية مقتضبة إلى شقيقه حسين طائب، المسؤول الأمني البارز، دون أن تتضمن الرسالة أية تفاصيل عن طبيعة الوفاة.
وفاة غامضة وتوقيت لافت
بحسب ما أوردته صحيفة “شرق” الإيرانية، فإن الوفاة وقعت يوم الخميس 10 يوليو/تموز 2025، إلا أن الإعلان الرسمي عنها جاء متأخرًا، ما يثير تساؤلات حول الملابسات والتوقيت، لا سيما في ظل التطورات الأمنية الأخيرة داخل إيران وبعد تعيين باكبور خلفًا لحسين سلامي، الذي قُتل مؤخرًا في ظروف غامضة هو الآخر.
ويعد مقر “ثار الله” أحد أهم المقرات الأمنية والعسكرية في طهران، ويضطلع بدور محوري في “ضمان الأمن الداخلي” وخاصة في العاصمة، حيث يشرف على التنسيق بين الوحدات الخاصة وقيادة الحرس الثوري.

علاقات عائلية وأدوار أمنية بارزة
علي طائب هو شقيق اثنين من أبرز الشخصيات الأمنية في النظام الإيراني:
حسين طائب، الرئيس السابق لمنظمة استخبارات الحرس الثوري، والذي يشغل حاليًا منصب مستشار القائد العام للحرس الثوري.
مهدي طائب، رئيس مقر “عمار”، وهو مركز فكري وأمني مقرب من أجهزة الاستخبارات، لعب دورًا في توجيه السياسة الإعلامية والأمنية داخل البلاد، خصوصًا في مواجهة المعارضة الداخلية و”الحرب الناعمة”.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الأسرة، وعلى رأسها حسين ومهدي طائب، كانت محورًا مؤثرًا في السياسة الأمنية للجمهورية الإسلامية خلال العقدين الماضيين، ما يجعل وفاة علي طائب، حتى وإن لم يكن من كبار المسؤولين في الفترة الأخيرة، حدثًا له أبعاد رمزية وتنظيمية.
صمت رسمي يثير التكهنات
عدم توضيح سبب الوفاة أو نشر أي تفاصيل طبية أو أمنية من قبل الحرس الثوري أو وسائل الإعلام الرسمية، يفتح المجال لتكهنات عديدة في الداخل الإيراني، لا سيما في ظل التحولات الجارية داخل المؤسسة العسكرية والأمنية، والاشتباكات غير المعلنة بين مراكز القوة المختلفة في النظام.
يبقى أن غياب التفاصيل حول وفاة شخصية بحجم علي طائب، وفي موقع حساس كـ”ثار الله”، سيعزز من الشكوك حول وجود صراعات داخلية أو تصفيات حسابات أمنية، خاصة في هذا الظرف الإقليمي والدولي المتوتر.










