في تقرير جديد نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، كشفت مصادر أمريكية وإسرائيلية رفيعة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعرب خلال لقاء خاص جمعه مؤخرًا برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن عدم معارضته لأي هجوم عسكري جديد تنفذه إسرائيل ضد إيران، في حال عادت طهران للتحرك نحو امتلاك سلاح نووي.
تصريحات علنية وتحذيرات مغلقة
خلال مأدبة عشاء عُقدت في قصر الصفا يوم الثلاثاء، عبّر ترامب علنًا عن أمله في عدم الاضطرار لمهاجمة إيران مجددًا، مؤكدًا أنه يفضل مساراً دبلوماسيًا.
إلا أن مصادر الصحيفة أكدت أن ترامب كان أكثر وضوحًا في المحادثات المغلقة التي أعقبت العشاء، حيث قال إنه لن يعترض على قيام إسرائيل بتوجيه ضربات عسكرية جديدة إذا “استأنفت إيران مسيرتها نحو تطوير السلاح النووي”.
من جهته، أوضح نتنياهو خلال اللقاء أن إسرائيل تراقب عن كثب الأنشطة النووية الإيرانية، ومستعدة لتكرار الضربات التي نُفذت في الأشهر الأخيرة ضد منشآت نووية إيرانية إذا لزم الأمر.
القلق من موقع أصفهان
التقرير أشار إلى أن مسؤولاً أمنياً إسرائيلياً – رفضت الصحيفة الكشف عن اسمه – أفاد بأن القنابل الأمريكية الخارقة للتحصينات التي استُخدمت في الهجمات على موقعي فوردو ونطنز، ألحقت أضرارًا كبيرة بتلك المنشآت، ما يجعل من غير الممكن استعادة كميات كبيرة من اليورانيوم المخصب المخزنة هناك.
لكن المسؤول ذاته حذر من أن بعض الاحتياطيات النووية الإيرانية لم يتم تدميرها بالكامل، وتحديدًا تلك الموجودة في منشأة أصفهان، مؤكدًا أن إيران قد تتمكن من استعادتها “بجهد كبير وتقني”، وأن إسرائيل “ستكتشف على الفور” أي تحركات بهذا الاتجاه.
أبعاد إقليمية وتوقيت حساس
يأتي هذا التقرير في وقت بالغ الحساسية، مع وجود هدنة هشة بين إيران وإسرائيل بعد تصعيد عسكري واسع النطاق بدأ في يونيو/حزيران. ويُنظر إلى تصريحات ترامب على أنها دعم ضمني لنهج أكثر عدوانية تجاه إيران، خاصة في حال فشل المفاوضات الدولية بشأن الملف النووي الإيراني.
ويرى مراقبون أن هذا الموقف يعكس تقارباً استراتيجياً متجدداً بين الجانبين الأمريكي والإسرائيلي في التعامل مع طموحات إيران النووية، لا سيما مع تزايد القلق بشأن تخصيب اليورانيوم، وعدم التزام طهران بالقيود السابقة المفروضة عليها في الاتفاق النووي لعام 2015.










