أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، أن حكومته قبلت بالمقترح الذي قدمه المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، إضافة إلى النسخة المعدلة التي اقترحها الوسطاء، متهماً حركة حماس برفض المقترح الأميركي ووسائل الإعلام الإسرائيلية بترويج “دعاية حماس”.
نتنياهو يوجه اتهامات مباشرة لحماس
في بيان مصور نشره على حسابه بمنصة “إكس”، قال نتنياهو: “ما الذي تريده حماس؟ إنها تريد البقاء في غزة. تريدنا أن نغادرها حتى تعيد تسليح نفسها ومن ثم مهاجمتنا مرة بعد أخرى. لن أقبل بذلك”.
وأضاف في كلمة مسجلة مقتضبة مدتها أقل من دقيقتين: “قبلنا مقترح ويتكوف وبعد ذلك مقترحاً للوساطة، لكن حماس ترفضه وتريد البقاء في غزة:”
وشدد نتنياهو على أن هدفه هو “القضاء على حماس وضمان ألا تُشكل غزة تهديداً لإسرائيل بعد الآن”.
هجوم لاذع على وسائل الإعلام الإسرائيلية
وشن نتنياهو هجوماً شرساً على وسائل الإعلام الإسرائيلية التي تتهم حكومته بعرقلة التوصل إلى اتفاق في غزة، قائلاً: “إنها دائماً ما تردد دعاية حماس، لكنها دائماً مخطئة”.
كما هاجم وسائل الإعلام الأمريكية في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز”، متهماً إياها بالاعتماد على “أكاذيب مصدرها النازيون الجدد” في تغطيتها للحرب الجارية في قطاع غزة. وقال مخاطباً الصحفيين الأمريكيين: “عار عليكم. يجب أن تخجلوا من أنفسكم. هذا ليس صحافة. هذا ليس سلوكاً أخلاقياً، بل خضوع لأبشع دعاية ممكنة”.
انتقاد استطلاعات الرأي الإسرائيلية
رداً على سؤال بشأن استطلاعات الرأي التي تُظهر أن غالبية الإسرائيليين يؤيدون التوصل إلى اتفاق، جادل نتنياهو بأن صياغة الأسئلة لا تعكس التكلفة الحقيقية.
وأوضح: “أنا أيضاً أؤيد الاتفاق – لكنهم لا يقولون لك في الاستبيان الجانب الآخر من الأمور. هذه استطلاعات رأي مُوجهة، فهي دائماً ما تضلل الجمهور. إنهم لا يسألون: هل تريدون صفقة لإطلاق سراح الرهائن تترك حماس في مكانها؟ حتى تتمكن من تكرار جرائمها؟ لا. وإلا، لكانت النتائج معاكسة تماماً”.
في المقابل، كشف استطلاع رأي نشرته صحيفة “معاريف” أن 74% من الإسرائيليين يؤيدون اتفاقاً مع حركة حماس يقضي بإطلاق سراح الأسرى المتبقين مقابل إنهاء الحرب.
دفاع عن زيارة واشنطن والأهداف الحربية
دافع نتنياهو عن زيارته التي استمرت أربعة أيام إلى واشنطن، حيث التقى بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، واصفاً إياها بأنها “ناجحة جداً”.
وتابع بالقول: “كانت زيارة ناجحة جداً، بعد نصر كبير في إيران… لدينا الكثير من المهام التي يجب إنجازها، وأنا مصمم على إتمامها”.
وجدد نتنياهو التأكيد على أهدافه في الحرب قائلاً: “يجب أن نُصر على إطلاق سراح الرهائن، وعلى الهدف الآخر من الحرب في غزة: تدمير حماس، وضمان ألا تُشكل غزة تهديداً لإسرائيل بعد الآن. هذا ما أفعله – لن أتخلى عن أي من هذه الأهداف”.
عقبات في مفاوضات الدوحة
تأتي تصريحات نتنياهو في وقت تواجه فيه مفاوضات وقف إطلاق النار الجارية في العاصمة القطرية الدوحة تعثراً جديداً في ظل إصرار إسرائيل على تقديم خرائط انسحاب تبقي جزءاً كبيراً من قطاع غزة تحت سيطرتها العسكرية.
وفقاً لمصادر فلسطينية، فإن “مفاوضات الدوحة تواجه تعثراً وصعوبات معقدة نتيجة إصرار إسرائيل على خريطة للانسحاب قدمتها الجمعة، تتضمن إعادة انتشار وإعادة تموضع للجيش الإسرائيلي وليس انسحاباً فعلياً، وتشمل إبقاء القوات العسكرية على أكثر من 40% من مساحة قطاع غزة”، مشيرة إلى أن هذا الطرح “مرفوض تماماً من قبل حركة حماس”.
المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار
ويتضمن المقترح المطروح في المفاوضات الحالية وقفاً لإطلاق النار لمدة 60 يوماً، يتخلله الإفراج عن 10 أسرى إسرائيليين أحياء على مرحلتين (8 في اليوم الأول، واثنان في اليوم الخمسين)، بالإضافة إلى إعادة جثامين 18 آخرين على ثلاث مراحل، مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين وزيادة المساعدات الإنسانية.
وأعرب المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بغزة، مؤكداً التزام الرئيس دونالد ترامب بأمن إسرائيل.
رد حماس والوسطاء
في المقابل، اتهمت حركة حماس نتنياهو بوضع العراقيل أمام التوصل إلى اتفاق شامل يفضي إلى وقف الحرب في قطاع غزة، واعتبرت تصريحاته الأخيرة دليلاً على ما وصفته بالنوايا “الخبيثة” لعرقلة أي تسوية.
وقالت الحركة في بيان إن تصريحات نتنياهو “تؤكد سعيه المتعمد لإفشال أي جهود لإطلاق سراح الأسرى ووقف العدوان على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة”.
وأضافت حماس أنها سبق أن عرضت التوصل إلى صفقة تبادل شاملة، يتم بموجبها الإفراج عن جميع الأسرى دفعة واحدة، مقابل وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية، وتدفق حر للمساعدات الإنسانية إلى القطاع.
مواجهة ضغوط داخلية
تشير التقارير إلى أن نتنياهو يواجه ضغوطاً متزايدة من الداخل الإسرائيلي، حيث من المقرر أن يلتقي الليلة مع الوزيرين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، على أن يعقد الأحد جلسة للكابينت الأمني والسياسي الإسرائيلي المصغر لبحث مستجدات صفقة التبادل.
ويبدو أن محور النقاش الأساسي سيدور حول إعادة تموضع قوات الاحتلال في قطاع غزة، ولا سيما الانسحاب من المناطق التي تطالب حركة حماس بخروج الجيش منها.










