ارتفعت حصيلة الاشتباكات المسلحة والقصف المتبادل في حي المقوس شرقي مدينة السويداء ذات الغالبة الدرزية جنوب سوريا إلى ستة قتلى بينهم طفل، وأكثر من 20 جريحا، في ظل حالة من الانفلات الأمني المتصاعد وغياب شبه تام لأي مظاهر للسيطرة على الأرض، ما ينذر بموجة جديدة من العنف والخطف والفوضى تهدد أمن واستقرار المحافظة.
اختطاف متبادل وفوضى متزايدة
وبحسب مصادر محلية، أقدم مسلحون من عشائر البدو في بلدة المقوس صباح اليوم الأحد على اختطاف 15 مدنيا من أبناء السويداء، في خطوة جاءت ردا على قيام عناصر من المجلس العسكري المحلي باحتجاز 8 مدنيين بدو يوم أمس في ريف السويداء، في تطور وصف بأنه يفتح الباب أمام دوامة خطف متبادل تمس السلم الأهلي في الجبل وتزيد من احتمالات اندلاع مواجهات أهلية أوسع.
قطع طريق دمشق – السويداء
في سياق مواز، شهد طريق دمشق – السويداء تصعيدا خطيرا، تمثل في اعتداءات مسلحة وحالات خطف عشوائي، دفعت قوى الأمن الداخلي إلى إغلاق الطريق من جهة حاجز المسمية وعدد من النقاط الأمنية الأخرى، مطالبة المسافرين بالتوقف حفاظا على سلامتهم، بانتظار عودة الهدوء واستقرار الوضع الميداني.
اتهامات بتورط خلايا تتبع الشرع
مصادر أمنية وشهود عيان أكدوا أن الاشتباكات اندلعت إثر هجوم شنته مجموعات مسلحة تنتمي لعشائر بدوية، يزعم أنها مرتبطة مباشرة بسلطة نظام أحمد الشرع، الذي يتهم باستخدام هذه المجموعات كأذرع لتنفيذ مخططات تهدف إلى نقل الفوضى والتطرف إلى محافظة السويداء.
ووفقا للمصادر، تم قطع طريق دمشق – السويداء عند منطقة المسمية عبر إقامة حاجز مسلح، حيث احتجز مدنيون وتم الاعتداء عليهم، وسط إشراف ميداني مباشر من قادة محليين مرتبطين بسلطة أحمد الشرع.
الدروز في سوريا يعززون سلطتهم: تفعيل لواء حرس الحدود في السويداء
من يُمول “الحرس الوطني”؟ السويداء تسأل ودمشق تُنكر
خلفية الأحداث: حادثة خربة الشياب
يعود تصاعد التوتر إلى حادثة وقعت ليلة الجمعة – السبت، حين تم سلب سيارة خضار واحتجاز سائقها، المدعو فضل الله دوارة، من قبل مسلحين مجهولين قرب منطقة خربة الشياب – الفيلق الأول في ريف دمشق.
وبعد إطلاق سراحه، ردت مجموعات محلية مقربة منه باحتجاز 8 مدنيين من محافظتي الحسكة والسويداء، في محاولة للضغط من أجل استعادة السيارة.
تفاقم الفوضى وتورط مجموعات خارج القانون
تشير تقارير محلية إلى أن المجموعات البدوية المسلحة المتورطة في هذه الأحداث ليست سوى جزء من شبكة أوسع تتهم بالضلوع في تهريب المخدرات، وعمليات الخطف، والتنسيق مع فلول تنظيم داعش المنتشرين في بادية السويداء، ما يزيد من المخاوف حول مشروع منظم يستهدف زعزعة الأمن في الجبل.
دعوات للتهدئة وسط احتقان شعبي
في ظل الغضب الشعبي المتصاعد، أصدر شيخ عقل المسلمين الموحدين الدروز، الشيخ حمود الحناوي، بيانا عاجلا دعا فيه إلى وقف التصعيد والاحتكام للعقل، مؤكدا أن “الكرامة لا تصان بالسلاح بل بالعقل، ولا تسترد بالخطف بل بالحكمة”. كما وجه نداء إلى الرئيس أحمد الشرع ووجهاء العشائر للتدخل العاجل ووقف دوامة الفتنة قبل اتساعها.
سوريا.. حكمت الهجري يكشف موقفه من تجدد احتجاجات الدروز في السويداء
تشكيل المجلس العسكري في السويداء: دروز سوريا في مواجهة انتهاكات سلطة الشرع
مفاوضات متعثرة وتحذيرات من الانفجار
تجري في هذه الأثناء مفاوضات أهلية ومحلية بين وجهاء من السويداء والبادية لاحتواء الأزمة وتبادل المحتجزين، غير أن الأجواء المشحونة والمواقف المتصلبة تثير المخاوف من فشل المساعي السلمية وعودة الاشتباكات في أي لحظة.
تمر محافظة السويداء بواحدة من أخطر الأزمات الأمنية والاجتماعية في تاريخها الحديث، وسط تزايد عمليات الخطف والتوترات الطائفية المدفوعة بأجندات خارجية، يقابلها غياب واضح للسلطة الضابطة. في هذا المشهد المتفجر، تبدو المسؤولية الأخلاقية والمجتمعية ملقاة على عاتق الوجهاء والعقلاء، لاحتواء الفتنة ومنع انزلاق المحافظة نحو صراع أهلي شامل.










