في ظل تصاعد الأحداث الدامية في محافظة السويداء جنوب سوريا، أعلنت وزارتا الداخلية والدفاع في دمشق، اليوم الاثنين، إرسال تعزيزات عسكرية لفض الاشتباكات المستمرة بين فصائل درزية محلية ومجموعات مسلحة من عشائر البدو، في ظل رفض شعبي وديني واضح لتدخل الحكومة المركزية.
مرجعيات دينية ترفض دخول قوات النظام
وجاء أبرز رد فعل من الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز التي أصدرت بيانا شديد اللهجة، أكدت فيه رفض دخول أي جهة أمنية أو عسكرية إلى السويداء، بما في ذلك قوات الأمن العام و”هيئة تحرير الشام”، التي تتهمها جهات محلية بالمشاركة الفعلية في دعم الفصائل المهاجمة.
واتهم البيان هذه الأطراف باستخدام أسلحة ثقيلة وطائرات مسيرة في قصف القرى الحدودية، مطالبا المجتمع الدولي بالتدخل لحماية المدنيين ووقف التصعيد.
استمرار الاشتباكات وسقوط ضحايا
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، ارتفع عدد القتلى جراء الاشتباكات إلى 42 قتيلا وأكثر من 120 جريحا، معظمهم من المدنيين والمقاتلين المحليين. كما أفاد المرصد بوقوع أسرى من القوات الأمنية والعسكرية التابعة لحكومة دمشق على يد مقاتلين محليين، في مؤشر على تعقد المشهد الميداني.
تحليق للطيران الإسرائيلي وتوتر في الأجواء
وسط هذه التطورات، أفادت مصادر محلية برصد تحليق مكثف للطيران الحربي الإسرائيلي فوق مناطق في ريف السويداء الغربي، دون تسجيل غارات، وسط مخاوف من دخول إقليمي في المشهد المتفجر.
الداخلية والدفاع: “الحسم خلال ساعات”
من جهتها، أعلنت وزارتا الدفاع والداخلية في بيان مشترك أن “العملية العسكرية لضبط الأمن في السويداء ستحسم خلال الساعات المقبلة”، مشيرة إلى أن قوات التدخل السريع باتت في مواقعها “وجاهزة لتنفيذ مهامها”.
ويأتي التدخل الرسمي بعد يوم من اندلاع اشتباكات عنيفة بين مقاتلي الفصائل المحلية ومجموعات من عشائر البدو، يشتبه في تلقيها دعما من قوى خارجية تسعى لإعادة تشكيل خارطة السيطرة جنوب سوريا.
السويداء أمام مفترق طرق
ترى جهات محلية أن تدخل الحكومة المركزية قد يؤدي إلى انفجار الأوضاع وخروجها عن السيطرة، خاصة في ظل التراكمات السابقة من التهميش السياسي والأمني الذي تشعر به الطائفة الدرزية في المنطقة.
ويطالب عدد من وجهاء السويداء بـ”حل سياسي تفاوضي يضمن عدم عسكرة المحافظة”، وسط مخاوف من تحول المنطقة إلى ساحة لتصفية حسابات إقليمية أو لإعادة فرض الهيمنة المركزية بالقوة.










