شهدت المناطق الدرزية في سوريا تصعيداً جديداً بعد ظهور قائد من قوات أحمد الشرع يُدعى “أبو الميش السراوي” في فيديو علني يهدد فيه الطائفة الدرزية بتسليم أنفسهم، مما أثار مخاوف من تجدد التوترات الطائفية في البلاد. جاء ظهور الفيديو وسط جدل حول ادعاءات سلطة الشرع بإلقاء القبض على القائد، والتي نفاها ظهوره العلني.
خلفية التوترات في المناطق الدرزية
تشهد المناطق ذات الأغلبية الدرزية في سوريا، وخاصة في أشرفية صحنايا وجرمانا والسويداء، توترات أمنية متصاعدة منذ أشهر. وقد اندلعت مواجهات عنيفة بين مجموعات مسلحة ومجموعات تتبع لوزارة الدفاع السورية في مايو 2025، مما أسفر عن عدد من القتلى والجرحى.
بدأت التوترات الأخيرة في أعقاب انتشار تسجيل صوتي مسيء للنبي محمد، والذي نُسب إلى أحد الأشخاص من الطائفة الدرزية دون التثبت من صحة الأمر. هذا التسجيل أدى إلى موجة من الغضب والاستقطاب الطائفي، رغم أن المسؤولين نفوا لاحقاً صحة التسجيل.
تصعيد الخطاب الطائفي
يُعتبر ظهور “أبو الميش السراوي” في فيديو علني وهو يهدد الدروز تطوراً خطيراً في التصعيد الطائفي. القائد، الذي يُشار إليه كأحد المشاركين في مجازر الساحل السوري، ظهر في الفيديو ينفي ادعاءات سلطة الشرع بإلقاء القبض عليه، مما يثير تساؤلات حول مدى سيطرة الحكومة السورية الجديدة على عناصرها العسكرية.
هذا التطور يأتي في وقت تواجه فيه هيئة تحرير الشام بقيادة أحمد الشرع تحديات داخلية وخارجية، حيث تصنف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الهيئة كمنظمة إرهابية.
موقف شيخ عقل الدروز
في مواجهة هذا التصعيد، طالب شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في سوريا الشيخ حكمت الهجري بالتدخل الدولي السريع والمباشر لوقف ما وصفه بـ”استمرار الجرائم” بحق المدنيين والعزل من أبناء الطائفة في سوريا.
وجاء في بيان الهجري: “هذا القتل الجماعي الممنهج واضح ومكشوف وموثق ولا يحتاج للجان، بل يلزم بشكل فوري أن تتدخل القوات الدولية لحفظ السلم ولمنع استمرار هذه الجرائم ووقفها بشكل فوري”.
الوضع الأمني في المناطق الدرزية
شهدت منطقة أشرفية صحنايا عدة حوادث أمنية، حيث تم استهداف نقاط للأمن العام ومحاولة اقتحام مقر أمني في المدينة. وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن السيارة التي كانت تقل المسلحين تحمل رمزاً دينياً يشير إلى الطائفة الدرزية، وتمكن الأمن من توقيف 3 من المتورطين في الهجوم.
غير أن تقارير إعلامية أشارت إلى أن المهاجمين لم يكونوا من أبناء الطائفة الدرزية، مما يثير تساؤلات حول طبيعة هذه الحوادث ومن يقف وراءها.
التحديات الأمنية لسلطة الشرع
تواجه سلطة أحمد الشرع تحديات كبيرة في ضبط الوضع الأمني، خاصة مع وجود عناصر مسلحة مختلفة قد تكون خارجة عن السيطرة. ظهور قادة مثل “أبو الميش السراوي” في فيديوهات علنية رغم ادعاءات اعتقالهم يعكس هذا التحدي.
كما تشهد هيئة تحرير الشام نفسها انقسامات داخلية، حيث ظهرت مجموعة تسمي نفسها “أحرار هيئة تحرير الشام” تنتقد توجهات الجولاني وتهدد بالعمل ضده.
الموقف الدولي
أدانت الخارجية الأمريكية الأحداث في المناطق الدرزية ودعت لوقف ما وصفته بأعمال العنف والخطاب التحريضي ضد مكونات المجتمع الدرزي، معتبرة ما جرى أمراً مستهجناً وغير مقبول.
هذا الموقف الأمريكي يعكس قلقاً دولياً من تدهور الوضع الأمني في سوريا وإمكانية انزلاق البلاد نحو صراع طائفي جديد.










