من هو حسن الشلغومي؟ الإمام المثير للجدل الذي التقى الرئيس الإسرائيلي وأشعل غضب الأزهر الشريف
أثارت زيارة حسن الشلغومي، إمام مسجد درانسي في باريس ورئيس “مؤتمر أئمة فرنسا”، إلى إسرائيل جدلا واسعا، بعدما استقبل من قبل الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في مقر الرئاسة بالقدس المحتلة، ضمن وفد من رجال الدين المسلمين القادمين من عدة دول أوروبية.
وشارك في اللقاء، الذي نظم بمبادرة من منظمة “إلنت” (ELNET) المعنية بتعزيز العلاقات الأوروبية–الإسرائيلية، نحو عشرة شخصيات دينية إسلامية من فرنسا، إيطاليا، هولندا، والمملكة المتحدة.
ولاقت الزيارة وتصريحات الشلغومي استنكارا واسعا من نشطاء عرب ومسلمين على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث اعتبرها كثيرون تطبيعا مرفوضا مع دولة تحتل أراض فلسطينية وتقود حربا دامية على قطاع غزة منذ أشهر، خلفت أكثر من 57 ألف شهيد ومئات آلاف الجرحى، وفق بيانات فلسطينية.
من هو حسن شلغومي؟
حسن الشلغومي هو إمام مسجد درانسي في باريس ورئيس مؤتمر أئمة فرنسا، ولد في تونس عام 1972 وانتقل إلى فرنسا في منتصف التسعينيات حيث حصل على الجنسية الفرنسية عام 2005. تلقى تعليمه الديني في المدارس الإسلامية في سوريا وباكستان قبل استقراره في فرنسا، وكان عضوا في جماعة التبليغ حتى عام 2005.
المواقف المثيرة للجدل
موقفه من القضايا الفرنسية الداخلية
اشتهر الشلغومي بمواقفه المؤيدة للسياسات الفرنسية الرسمية، خاصة دعمه لمشروع القانون الذي طرحه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لحظر ارتداء البرقع. كما أثار الجدل بتصريحاته حول الحجاب، حيث قال إن الحجاب “ليس فرضا دينيا بل عادة ثقافية”. وصل به الأمر إلى حد القول في مقابلة تلفزيونية أنه يقول “فرنسا أكبر” بدلا من “الله أكبر”.
علاقاته مع المنظمات اليهودية
يتمتع الشلغومي بعلاقات وثيقة مع المنظمات اليهودية في فرنسا، خاصة المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية الفرنسية، مما دفع معارضيه إلى تسميته “إمام اليهود”. في عام 2006، ألقى خطابا أمام النصب التذكاري للترحيل في درانسي، وتعرض منزله لأعمال تخريب بعد أيام من الخطاب.
زيارة إسرائيل والغضب الإسلامي
تفاصيل الزيارة المثيرة للجدل
في يوليو 2025، ترأس الشلغومي وفدا من 15 إماما من دول أوروبية مختلفة في زيارة رسمية إلى إسرائيل، حيث استقبلهم الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في القدس. خلال الزيارة، قال الشلغومي مخاطبا الرئيس الإسرائيلي: “جئنا نحمل رسالة محبة ونصلي من أجل عودة الرهائن. الحرب التي اندلعت بعد السابع من أكتوبر هي حرب بين عالمين. أنتم تمثلون عالم الإنسانية والديمقراطية”.
وشملت الزيارة جولات في القدس وغلاف غزة ولقاءات مع شخصيات إسرائيلية بارزة، وركزت على تعريف الوفد بالواقع الإسرائيلي وتعزيز التضامن مع إسرائيل. وأثار الجدل بشكل خاص قيام أحد أعضاء الوفد بأداء النشيد الوطني الإسرائيلي “هتكفا” باللغة العربية.
ردود الفعل الغاضبة
موقف الأزهر الشريف
أصدر الأزهر الشريف بيانا قاسيا استنكر فيه الزيارة، واصفا الوفد بـ”الفئة الضالة” التي لا تمثل الإسلام والمسلمين. وقال الأزهر إن هؤلاء “عميت أبصارهم وبصائرهم، وتبلدت مشاعرهم عما يقاسيه الشعب الفلسطيني من إبادة جماعية وعدوان غير مسبوق”.
وحذر الأزهر المسلمين من “الانخداع بهؤلاء المنافقين وأمثالهم من الآكلين على موائد الخزي والعار والمهانة”. كما أكد أن “أمثال هؤلاء عادة ما ينتهي بهم تاريخهم وصنيعهم إلى صفحات التاريخ السوداء”.
موقف المجلس الأوروبي للأئمة
أصدر المجلس الأوروبي للأئمة بيانا تبرأ فيه من الزيارة، واصفا الوفد بـ”أئمة مزعومين” وغير معروفين في أوساط المسلمين الأوروبيين. واعتبر المجلس الزيارة “استعراضية واستفزازية” تهدف إلى “خدمة أغراض مشبوهة لا تعبر عن موقف مسلمي أوروبا الراسخ في التضامن مع أهل غزة المظلومين”.
ردود فعل أوروبية
شهدت الزيارة رفضا واسعا من المسلمين والناشطين في أوروبا، الذين وصفوها بأنها “محاولة استفزازية لا تعبر عن رأي الأمة الإسلامية”. وأعلن مسجد بلال في هولندا إيقاف الإمام المغربي يوسف مصيبح فورا بسبب مشاركته في الزيارة وغنائه للنشيد الإسرائيلي.
موقفه من القضية الفلسطينية
دعمه لإسرائيل
يعد الشلغومي من أبرز الداعمين لإسرائيل في أوروبا، حيث قام بزيارات متكررة إلى تل أبيب وله علاقات وثيقة مع المسؤولين الإسرائيليين. وقد شارك في مظاهرات تندد بهجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.
إدانته لحماس وطوفان الأقصى
وصف الشلغومي عملية طوفان الأقصى بأنها “همجية إسلامية وإرهاب ترتكبه حماس”. كما قال في ذكرى الهجوم: “كل هؤلاء الأبرياء، كانوا ضحايا الهمجية الإسلامية والإرهاب الذي ترتكبه حماس”.
الخلفية والدوافع
تنظيم الزيارة
نظمت الزيارة من قبل منظمة “إلنت” (شبكة الريادة الأوروبية) التي تهدف إلى تعزيز العلاقات بين أوروبا وإسرائيل. وتهدف هذه المنظمة إلى تمرير رسائل إسرائيلية للجاليات المسلمة في أوروبا، خاصة في ظل تزايد التضامن الأوروبي مع الفلسطينيين.
التهديدات الأمنية
يعيش الشلغومي تحت حماية أمنية فرنسية بسبب التهديدات التي يتلقاها نتيجة مواقفه المثيرة للجدل. وقد كشف في أكثر من مناسبة أنه يتنقل بحماية أمنية وأنه يتعرض لتهديدات جدية.
حسن الشلغومي شخصية مثيرة للجدل في الأوساط الإسلامية الأوروبية، يراه البعض صوتا للاعتدال والحوار بين الأديان، بينما يصفه آخرون بأنه “إمام اليهود” الذي يخدم أجندات خارجية بعيدة عن هموم المسلمين. زيارته الأخيرة إلى إسرائيل أثارت غضبا واسعا في الأوساط الإسلامية، خاصة من الأزهر الشريف والمجلس الأوروبي للأئمة، الذين وصفوه بأنه لا يمثل الإسلام أو المسلمين. وتأتي هذه الزيارة في سياق استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، مما جعلها أكثر إثارة للجدل والانتقاد.










