في استجابة سريعة لأحداث دامية هزت مدينة السويداء جنوب سوريا، أعلنت قيادات درزية في لبنان عن مواقف ميدانية وسياسية لدعم المجتمع الدرزي السوري، في أعقاب ما وصفوه بـ”مجازر” ارتكبتها قوات أحمد الشرع ضد المدنيين والمشايخ الدروز.
دعم لبناني متعدد المستويات
وأكدت مصادر لبنانية أن دروز لبنان، بقياداتهم الدينية والسياسية، بدأوا التحرك باتجاه دعم أبناء طائفتهم في السويداء، حيث تم طرح مبادرات لإرسال وفود ميدانية تضم رجال دين ووجهاء للوقوف على حقيقة الوضع، وفتح قنوات تواصل مع الأطراف المعنية بهدف وقف إراقة الدماء.
كما برزت دعوات إلى إطلاق حوار جاد مع الجانب السوري الرسمي، شارك فيها شخصيات مثل وليد جنبلاط وشيخ عقل الطائفة الدرزية في لبنان، لحماية المكون الدرزي وتهدئة التوتر المتصاعد.
“جيش التوحيد”.. تحرك ميداني بقيادة وئام وهاب
وفي تطور لافت، أعلن رئيس حزب “التوحيد العربي” وئام وهاب، عبر حسابه على منصة “إكس”، عن إطلاق “جيش التوحيد”، مؤكدا أن هذه الخطوة تأتي “دفاعا عن كرامة أبناء الطائفة في السويداء”، وفق تعبيره.
وقال وهاب:”بعد التشاور مع أهلنا وشبابنا، أعلن انطلاق جيش التوحيد. ندعو الجميع للانضمام، والبدء بتنظيم مقاومة مستقلة.”
وأضاف:”أناشد المقاومة اللبنانية الوقوف إلى جانب الدروز الذين يتعرضون للإبادة. نطالبكم رسميا بمد الناس بالسلاح والخبرات… الشباب والمقاتلون في كل القرى والجبال مستعدون.”
كما أشار إلى أن الاتفاق الذي كان ينص على دخول الأمن العام السوري إلى مبنى المحافظة قد “تم نقضه”، متهما قوات الشرع بـ”نهب البيوت وارتكاب المجازر”، داعيا إلى التعبئة العامة والمقاومة الشعبية لاستعادة السيطرة على المدينة.
العنف في السويداء: تصعيد غير مسبوق
تأتي هذه التحركات بعد أيام دامية شهدتها السويداء، حيث قتل أكثر من 120 شخصا وجرح المئات، في موجة عنف غير مسبوقة إثر اقتحامات نفذتها قوات أحمد الشرع. ووفق تقارير محلية وحقوقية، فقد طالت الهجمات مضافات عائلية، وزعماء دينيين، ومدنيين عزل، في ما وصف بأنه “تصفيات ميدانية”.
وسبق ذلك حادثة الاعتداء على شاب درزي قرب حاجز المسمية، والتي فجرت التوترات بين أبناء السويداء وبعض المجموعات المسلحة، ما أدخل المدينة في دوامة من العنف والاحتجازات المتبادلة والاشتباكات.
مشهد ميداني متوتر
بالتوازي، نشرت وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو توثق نزوحا جماعيا لعائلات من وسط المدينة باتجاه القرى الجبلية، وسط دعوات لتحصين المواقع المرتفعة وصد أي محاولة لاقتحام جديد. كما وجهت مناشدات إنسانية لإجلاء الجرحى، في ظل صعوبة وصول فرق الإسعاف وانتشار القناصة.










