اتهم الرئيس الروحي لطائفة المسلمين الموحدين الدروز في سوريا، الشيخ حكمت الهجري، سلطة أحمد الشرع بالغدر، واصفا الوضع في السويداء جنوب سوريا بـ”حرب إبادة”
وتراجع الهجري عن البيان الذي كانت الرئاسة الروحية قد أصدرته سابقا ورحبت فيه بدخول قوات تابعة لأحمد الشرع إلى محافظة السويداء، واصفا البيان بأنه “مفروض من دمشق وتحت ضغط دولي”، وفقا لتصريحات مصورة بثها مساء اليوم.
وقال الشيخ الهجري في مقطع فيديو:”بعد مفاوضات عديدة مع دمشق – لم تفض إلى أي نتائج أو صدق في التعامل – فرض علينا البيان الذي أصدرناه بتفاصيله الكاملة من دمشق، وضغط علينا من دول خارجية لحقن دماء أبنائنا”.
وأضاف: “رغم قبولنا بالبيان المضلل من أجل سلامة أهلنا وأولادنا، نكثوا العهد والوعد، واستمر القصف العشوائي للمدنيين العزل”.
وفي لهجة تصعيدية، دعا الهجري أبناء سوريا إلى الوقوف صفا واحدا، قائلا:”يا أيها السوريون، اليوم إما أن نكون كلنا سوريين ونرفض الذل والإهانة، وإما فسنعيش وأولادنا عقودا من الذل والمهانة. نحن نتعرض لحرب إبادة شاملة ويجب أن نقف وقفة عز لن تتكرر”، بحسب تعبيره.
تضارب في المواقف
وكانت الرئاسة الروحية للدروز قد أصدرت في وقت سابق بيانا رسميا رحبت فيه بدخول قوات وزارتي الداخلية والدفاع إلى السويداء، داعية الفصائل المسلحة إلى التعاون وعدم المقاومة، وتسليم سلاحها، وفتح حوار مع الحكومة السورية “لعلاج تداعيات الأحداث وتفعيل مؤسسات الدولة بالتعاون مع أبناء المحافظة”.
دخول قوات الشرع وحظر تجول
وفي السياق، أعلنت وزارة الدفاع السورية صباح اليوم عن بدء دخول قوات الشرع إلى مدينة السويداء، في خطوة قالت إنها تهدف إلى “تعزيز الأمن والاستقرار”، بحسب ما نقلته وكالة «سانا».
من جانبه، أصدر قائد الأمن الداخلي في المحافظة قرارا بفرض حظر تجول شامل في شوارع مدينة السويداء اعتبارا من صباح الثلاثاء وحتى إشعار آخر، داعيا السكان إلى التزام منازلهم، ومنع “العصابات الخارجة عن القانون” من استخدام المباني السكنية كنقاط تمركز ضد قوات الدولة.
كما دعا المرجعيات الدينية وقادة الفصائل لتحمل مسؤولياتهم الوطنية والتعاون مع الأجهزة الأمنية لتأمين المدينة.
حصيلة دامية
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد أسفرت المواجهات الدائرة منذ الأحد عن مقتل 118 شخصا، بينهم ، نساء وأطفال.
تصعيد ميداني وانقسام في السويداء
تسلط هذه التطورات الضوء على تصاعد التوترات في محافظة السويداء، حيث يواجه النظام السوري مقاومة من فصائل محلية ترفض وجود قوات أحمد الشرع، وسط انقسام داخل المرجعيات الدينية والاجتماعية بين مؤيد لاحتواء الأزمة بالحوار ومعارض لما يراه “قمعا وفرضا بالقوة”.
ولا يزال مستقبل المدينة مفتوحا على احتمالات عدة، في ظل تصعيد غير مسبوق، وتحركات سياسية وعسكرية داخلية وخارجية ترسم ملامح مرحلة جديدة في الجنوب السوري.










