تواصلت التوترات الأمنية والعسكرية في مدينة السويداء جنوبي سوريا، وسط تصعيد غير مسبوق في المواجهات بين قوات تتبع سلطة أحمد الشرع ومسلحين محليين، مما أسفر عن مجزرة ميدانية طالت مدنيين كانوا متواجدين في مضافة آل رضوان، أحد أبرز المراكز الاجتماعية في المدينة.
عملية اقتحام دامية
وأفادت مصادر محلية وشهود عيان لـ”المنشر الإخباري” أن أكثر من عشرة مدنيين أصيبوا، بعضهم فارق الحياة متأثرا بجراحه، جراء عملية اقتحام مسلحة نفذتها قوات الشرع، وسط اتهامات بأنها عملية تصفية ميدانية للمدنيين العزل.
المعلومات الميدانية أشارت إلى أن الاستهداف كان مباشرا، في وقت ساد فيه الغموض بشأن الجهات التي أصدرت الأوامر بالتنفيذ، دون صدور أي تعليق رسمي من سلطات دمشق حتى لحظة إعداد التقرير.
صعوبات في إجلاء الجرحى
في ظل هذا التصعيد، أطلقت جهات إنسانية وأهالي من السويداء مناشدات عاجلة لإجلاء الجرحى من موقع الاستهداف، إلا أن التوتر وانتشار العناصر المسلحة في الشوارع المحيطة حال دون وصول فرق الإسعاف إلى المكان، وفقا للمصادر.
الرئيس الروحي يخرج عن صمته: “تعرضنا للخداع”
في موقف لافت، خرج الشيخ حكمت الهجري، الرئيس الروحي لطائفة المسلمين الموحدين الدروز، عن صمته وهاجم سلطة أحمد الشرع ودمشق بشدة، قائلا في مقطع مصور:”بعد مفاوضات عديدة مع دمشق – لم تفض إلى أي نتائج أو صدق في التعامل – فرض علينا البيان من دمشق تحت ضغط خارجي. ورغم قبولنا بالبيان المضل من أجل سلامة أهلنا، نكثوا العهد واستمر القصف العشوائي للمدنيين”.
ووصف الهجري ما يجري في السويداء بـ”حرب إبادة شاملة”، داعيا أبناء سوريا إلى وقفة وطنية حاسمة:
“إما أن نكون كلنا سوريين ونرفض الذل والإهانة، أو سنعيش عقودا من المهانة. إنها وقفة عز لن تتكرر”.
انسحاب آليات عسكرية وتضارب في المواقف الرسمية
وعقب الضغوط الشعبية وتصاعد التنديد، شهدت المدينة انسحابا جزئيا للآليات الثقيلة التابعة لسلطة الشرع من بعض المواقع داخل السويداء، في خطوة وصفت بأنها “محاولة تهدئة” بعد المجازر الأخيرة.
وفي المقابل، برز تضارب واضح في مواقف الرئاسة الروحية للدروز؛ إذ كانت قد رحبت سابقا بدخول قوات من وزارتي الداخلية والدفاع إلى السويداء، داعية الفصائل المحلية إلى التعاون، وتسليم السلاح، وفتح حوار مع الدولة السورية.
حصيلة ثقيلة وتصاعد القلق الإنساني
ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد ارتفعت حصيلة القتلى منذ الأحد إلى 118 شخصا، بينهم نساء وأطفال ومسلحون وعناصر أمن، في ظل تحذيرات من كارثة إنسانية وشيكة إذا ما استمر التصعيد.
وتظهر مشاهد مصورة نزوحا جماعيا واسعا لعائلات من وسط المدينة باتجاه القرى والبلدات المجاورة، خوفا من تجدد الاشتباكات أو التعرض للاعتقال.










