كشف مصادر سورية لـ«المنشر الإخباري» عن خطة أعدها مكتب أنس خطاب، وزير الداخلية في سلطة أحمد الشرع، لاختراق مدينة السويداء السورية عبر إشعال نزاع داخلي بين المكون الدرزي والعشائر البدوية بهدف تمهيد تدخل قوات دمشق الأمنية والعسكرية في المدينة.
ووفقا للمصادر، اعتمدت الخطة على تأجيج الفتنة بين عشائر البدو في درعا ومناطق السويداء، لتبرير تدخل قوات الشرع بزعم مواجهة العصابات وإعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة.
وأضافت المصادر أن تحرك قوات الشرع جاء بعد اجتماع بين الشرع ووزير خارجيته أسعد الشيباني في أذربيجان، حيث اعتبروا أن الظروف باتت ملائمة للسيطرة على السويداء، ضمن ما تسميه فرض سيادة الدولة على المحافظة، التي تتمتع باستقلال إداري منذ بداية الأزمة السورية عام 2011 ورفضها المشاركة مع نظام بشار الأسد في الحرب.
وأشارت إلى أن الهجوم تزامن مع تقرير رفعه القيادي الأمني أحمد دالاتي، المنسق مع الجانب الإسرائيلي، إلى مكتب خطاب، يؤكد عدم وجود خطوط حمراء إسرائيلية تمنع اقتحام المحافظة وفرض سيادة دمشق عليها، وهو ما تبين لاحقا عدم صحته على الأرض.
وحاليا، يدير أنس خطاب تحركاته من داخل غرفة عمليات في دمشق وسط غموض وتعقيد، بسبب ارتباطه بعناصر من هيئة تحرير الشام، مما يثير مخاوف من توسع دائرة التوتر في الجنوب السوري.
وعلى الصعيد الآخر، حضر ضابط تركي اجتماعا صباح اليوم، ولم يدل بتصريحات رسمية، لكنه نقل للجانب السوري موقف أنقرة بعدم إرسال قوات إلى المنطقة، التزاما بتفاهماتها مع إسرائيل.
كما أشارت التقارير إلى أن خطاب يسعى لعقد تسويات داخل وزارة الدفاع السورية لحل نقاط الخلاف مع الجانب الإسرائيلي، فيما وجه المنسق العسكري التركي تحذيرا بضرورة فتح قنوات تواصل مع شيوخ الطائفة الدرزية لضمان تهدئة الأوضاع.
وحملت أجهزة الاستخبارات التركية أنس خطاب مسؤولية تدهور الوضع، وأوصت بإبقاء عناصر الشرطة فقط على خط التماس بين السويداء ودرعا، مع تجميد أي تحرك عسكري قد يزيد التوتر.
وفي الختام، نقل مكتب الشرع موقفا تركيا واضحا يدعو إلى بدء حوار مباشر مع زعامات السويداء، وتقديم تطمينات ملموسة حول مستقبل المدينة في ظل التدخلات الإقليمية المتسارعة، لتفادي انزلاق الوضع نحو مزيد من التصعيد.










