في ظل التوترات المتصاعدة عقب الغارات الإسرائيلية المكثفة على العاصمة السورية دمشق، والتي طالت القصر الرئاسي وهيئة الأركان، حذر الخبير الاستراتيجي العراقي أحمد الشريفي من التداعيات الإقليمية لتلك الضربات، مشيدا في الوقت ذاته بالدور المصري بوصفه ركيزة الأمن القومي العربي.
وفي تصريحات أدلى بها لقناة “الجزيرة”، قال الشريفي: “حمى الله مصر وجيشها، لأنها الحامي للدول العربية وأمن دولها”، مؤكدا أن مصر تمثل خط الصد الأهم في معادلة الاشتباك الإقليمي، حيث لا تحمي أمنها القومي فحسب، بل تؤدي دورا محوريا في تأمين الخليج والمنطقة برمتها.
وأضاف أن الضربات الإسرائيلية الأخيرة تستهدف تقويض المؤسسة العسكرية السورية، في محاولة لتجريد دمشق من أدوات الردع، معتبرا أن “الاحتلال الإسرائيلي يقصف الجيش السوري في مقر قيادته بشكل مباشر، ضمن سياسة واضحة لإضعاف الدولة السورية وإرباك أي توازنات دفاعية قائمة”.
مشروع جغرافي وتوسع استراتيجي
وأشار الشريفي إلى أن ما تقوم به إسرائيل في الجنوب السوري – وخاصة في القنيطرة ودرعا والسويداء – يندرج ضمن مشروع صهيوني موسع لتعزيز ما وصفه بـ”الأفق الجغرافي الجديد للأمن القومي الإسرائيلي”، وقال إن “هذه المناطق تمثل عمقا استراتيجيا بالغ الأهمية، وتسعى إسرائيل لخلق حكومة بديلة عبر الفوضى”.
ولفت إلى أن هذه التحركات تنذر بتحولات جيوسياسية خطيرة، مشيرا إلى أن غزة تشكل اليوم “قلب المعادلة”، مضيفا أن ما نشهده من تصعيد يدخل ضمن ما أسماه “مقدمات حرب عالمية ثالثة بنمط جديد، تقوم على السيطرة على الإطلالات البحرية ومناطق الغاز”.
تهديد مباشر للأمن القومي المصري
وفي سياق حديثه عن تداعيات تلك التحولات، حذر الشريفي من أن المخططات الإسرائيلية تمثل تهديدا مباشرا للأمن القومي المصري، في ظل محاولات إسرائيل، حسب تعبيره، لفرض عملية ترحيل قسرية لسكان غزة نحو سيناء، معتبرا أن ذلك “يضع مصر في مواجهة مفتوحة مع المشروع الصهيوني”.
ودعا الشريفي إلى ضرورة وجود موقف موحد لدول المنطقة في مواجهة هذه التحركات، محذرا من أنه في ظل غياب هذا التكتل، “قد تضطر مصر إلى القتال منفردة دفاعا عن قضية الشرق الأوسط بأكمله، وليس عن أراضيها فقط”.










