أعلنت مصادر مائية مطلعة عن فتح بوابات سد “تاكيزي” الإثيوبي على نهر عطبرة، وهو أحد الروافد الرئيسية لنهر النيل، في خطوة تأتي بالتزامن مع اقتراب بحيرة سد النهضة من استعادة منسوب التخزين السابق، وسط استعدادات مصرية مكثفة لاستقبال الفيضان الجديد.
ويعد سد تاكيزي، الذي تم افتتاحه في 15 نوفمبر 2009، أحد أكبر السدود على نهر عطبرة، بارتفاع 188 مترا وسعة تخزينية تقدر بنحو 9 مليارات متر مكعب، ويوفر إنتاجا كهربائيا يصل إلى 300 ميجاوات. ويمد نهر النيل سنويا بنحو 11 مليار متر مكعب من المياه، أي ما يعادل نحو 13% من إيراده.
وتتدفق المياه من سد تاكيزي نحو سدي أعالي عطبرة وستيت، ثم إلى سد خشم القربة في السودان، قبل أن تصل إلى النيل الرئيسي في طريقها إلى بحيرة ناصر جنوب مصر.
اقتراب التخزين الكامل في سد النهضة
في السياق ذاته، تواصل بحيرة سد النهضة الإثيوبي امتلاءها تدريجيا، حيث بلغ منسوب المياه حاليا حوالي 637 مترا، بسعة تقترب من 58 مليار متر مكعب، أي بفارق 2 مليار فقط عن مستوى التخزين السابق البالغ 60 مليار م³ عند منسوب 638 مترا.
ومن المتوقع، وفق مراقبين، أن تبدأ بوابات المفيض في سد النهضة بتمرير المياه خلال الأيام المقبلة، كما حدث في 5 سبتمبر من العام الماضي. ويحتمل أيضا أن يتم تجربة تدفق المياه عبر أعلى الممر الأوسط، وهو ما يتطلب تخزينا إضافيا قدره 4 مليارات متر مكعب، وهو ما قد يكتمل خلال أسبوع واحد بمعدل تدفق حالي يبلغ نحو 300 مليون متر مكعب يوميا.
السد العالي مستعد لاستقبال الفيضان
وأكدت مصادر وزارة الموارد المائية والري المصرية أن السد العالي في أتم الاستعداد لاستقبال أي كميات من المياه قادمة من اتجاه إثيوبيا، سواء كانت عبر التوربينات أو بوابات المفيض أو الممر الأوسط، مشيرة إلى أن الفرق الفنية تتابع تطورات حركة المياه لحظة بلحظة بالتنسيق مع الجهات المعنية.
وتأتي هذه التطورات في وقت حرج بالنسبة لإدارة المياه في مصر والسودان، وسط استمرار غياب التنسيق الثلاثي بشأن تشغيل سد النهضة، ومع استمرار الخلافات حول آلية ملء وتشغيل السد دون اتفاق ملزم.
وتدعو مصر إلى أهمية تعاون إقليمي مشترك قائم على الشفافية واحترام حقوق الدول في مياه النيل، بما يحقق الأمن المائي للجميع ويحفظ الاستقرار في المنطقة.










