أعلنت الرئاسة الروحية للطائفة الدرزية في إسرائيل بالتعاون مع رؤساء المجالس الدرزية وأعضاء الكنيست عن إضراب فوري وأيام غضب احتجاجاً على مذبحة الدروز في السويداء، في تطور يعكس حالة الغضب الشديد التي تعيشها الطائفة الدرزية في إسرائيل تجاه الأحداث الدموية في جنوب سوريا.
وصفت القيادات الدرزية في إسرائيل ما يحدث في السويداء بـ“المذبحة المروعة”، مؤكدة أن أكثر من 248 شخصاً قتلوا في الاشتباكات الدموية التي اندلعت بين الدروز والبدو وقوات الحكومة السورية.
مسيرة حاشدة إلى الجولان وإغلاق الطرق
أكد زعماء الطائفة الدرزية في إسرائيل عزمهم تنظيم مسيرة حاشدة نحو مرتفعات الجولان، تعبيراً عن تضامنهم مع الضحايا، واحتجاجاً على ما وصفوه بالمجزرة المروعة التي تتعرض لها الطائفة الدرزية في سوريا.
شهدت منطقة الجليل احتجاجات واسعة من الدروز تضامناً مع دروز سوريا، حيث أغلقت الشوارع الرئيسية وأُحرقت الإطارات، مما استدعى تدخل الشرطة الإسرائيلية. وقد أغلق المتظاهرون الطريق السريع رقم 6 بالقرب من تقاطع إلياكيم، وطرق أخرى في شمال إسرائيل.
عبور عشرات الدروز الحدود إلى سوريا
في تطور دراماتيكي، عبر عشرات الدروز من إسرائيل إلى سوريا قرب مجدل شمس في مرتفعات الجولان، في محاولة منهم للوصول إلى أقاربهم في السويداء. وأكد الجيش الإسرائيلي أنه يعمل على ضمان عودتهم الآمنة.
قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن حوالي 20-30 درزياً عبروا الحدود إلى الأراضي السورية في منطقة مجدل شمس، مشدداً على أن القوات تعمل على إعادتهم إلى الأراضي الإسرائيلية.
دعوات للتدخل الدولي من القيادات الدرزية
ادعى الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل موفق طريف أن الدروز بمحافظة السويداء يتعرضون لهجمات “إرهابية”، وحرض على تدخل دولي في الشأن الداخلي السوري.
دعا طريف إلى “التحرك الفوري” لمنع ما وصفه بمذبحة في المجتمعات الدرزية، وناشد “كافة الدول والهيئات العاملة وذات التأثير في سوريا للتدخل ووقف سيل الدماء قبل فوات الأوان”.
موقف أعضاء الكنيست الدروز
انضم أعضاء في الكنيست من الطوائف الدرزية بمن فيهم حمد عمار (يسرائيل بيتنو) وأكرم حسون (أمل جديد)، إلى الدعوة إلى تدخل دولي وتغيير النظام في سوريا.
وقال حسون: “الشرع مدعوم من أردوغان وقطر. لم تعد هذه أزمة محلية، بل تهديد استراتيجي لإسرائيل”، مضيفاً أن “هذه ليست مجرد هجمات، بل مجازر واغتصابات وإبادة ممنهجة”.
تصريحات رسمية إسرائيلية حول حماية الدروز
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس التزام إسرائيل بحماية الدروز في سوريا، مشيرين إلى “رابطة الأخوة العميقة التي تربط بين مواطني إسرائيل الدروز وأبناء طائفتهم في سوريا”.
صرح وزير شؤون الشتات عميحاي تشيكلي بدعوة علنية إلى القضاء على الرئيس السوري أحمد الشرع، واصفاً إياه بـ“القاتل البربري” و“الإرهابي الذي يرتدي بدلة وربطة عنق”.
الاستجابة العسكرية الإسرائيلية
ردت إسرائيل عسكرياً على الأحداث في السويداء، حيث شنت غارات جوية على قوات الحكومة السورية في المنطقة، مبررة ذلك بحماية الأقلية الدرزية.
التصعيد العسكري الإسرائيلي
أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن الجيش الإسرائيلي سيواصل استهداف قوات النظام السوري قرب السويداء، محذراً من أن الهجمات ستتصاعد إذا استمرت التهديدات ضد السكان الدروز المحليين.
التحديات التي تواجه الجالية الدرزية في إسرائيل
تشعر الجالية الدرزية في إسرائيل والبالغ عددها 152 ألف نسمة بقلق عميق تجاه مصير أقاربهم في سوريا، حيث تربطهم علاقات عائلية وتاريخية وثيقة بدروز السويداء.
وصفت وفاء الشعار، ناشطة سلام من مسعدة في مرتفعات الجولان، الوضع قائلة: “هناك حرب عصابات في الشوارع. إذا استولى النظام وحلفاؤه الجهاديون على السويداء، فستغرق سوريا بأكملها في الظلام”.
الدور التاريخي للدروز في الجيش الإسرائيلي
يخدم الدروز في الجيش الإسرائيلي منذ عقود، ويعتبرون من أكثر الطوائف ولاءً للدولة الإسرائيلية، مما يضفي بعداً خاصاً على مطالبهم بحماية أقاربهم في سوريا.
أصدرت جمعية الجنود الدروز المسرحين في إسرائيل رسالة إلى نتنياهو تطالبه بالتدخل، جاء فيها: “هذه المرة الثانية التي نخاطبك فيها بشأن ما يجري، وقلوبنا مثقلة بالحزن والقلق”.
الحصيلة المأساوية في السويداء
بلغ عدد القتلى في السويداء أكثر من 200 شخص منذ اندلاع الاشتباكات، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان:
- 92 درزياً بينهم 21 مدنياً “أعدموا ميدانياً”
- 93 من القوات الحكومية
- 18 من البدو
شهدت مضافة آل رضوان في مدينة السويداء مجزرة راح ضحيتها 12 مدنياً درزياً في عمليات “إعدام ميدانية”، كما تعرض عدد من الأهالي لعمليات إذلال بقص شواربهم عنوة.
التطورات الزمنية للأحداث
اندلاع الاشتباكات بين الدروز والبدو في السويداء
تصاعد العنف وسقوط العشرات من الضحايا
دخول القوات السورية إلى السويداء والغارات الإسرائيلية
إعلان الإضراب العام من قبل الدروز في إسرائيل
مستقبل الدروز
تمثل الدعوة للإضراب العام وأيام الغضب من قبل القيادات الدرزية في إسرائيل تطوراً مهماً في التفاعل مع الأحداث في السويداء، حيث تستخدم الطائفة نفوذها داخل النظام السياسي الإسرائيلي للضغط من أجل حماية أقاربها في سوريا.
هذا التحرك يعكس عمق الروابط العائلية والتاريخية بين دروز إسرائيل ودروز السويداء، ويُظهر كيف يمكن للقضايا الإنسانية أن تتجاوز الحدود الجغرافية والسياسية في منطقة الشرق الأوسط.










