في أول تعليق له على الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة واستمرار التوترات في محافظة السويداء، أكد الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع، أن حكومته “لا تخشى الحرب”، لكنها تضع في المقام الأول حماية المواطنين السوريين والحفاظ على وحدة البلاد واستقرارها.
وقال الشرع في خطاب متلفز ألقاه:”لسنا ممن يخشون الحرب، فقد أمضينا حياتنا في مواجهة التحديات والدفاع عن شعبنا، لكننا نُفضل مصلحة الشعب السوري على الفوضى والدمار”، في إشارة إلى التصعيد الإسرائيلي المتكرر، واستهداف منشآت سورية حساسة مؤخرًا.
وخصّ الشرع أبناء الطائفة الدرزية بكلمة مباشرة، قائلاً:”نرفض أي محاولة لجركم إلى حضن جهة خارجية. أنتم جزء أصيل من نسيج هذا الوطن، وتحت حماية الدولة السورية”، مؤكداً أن من اعتدى على أبناء الطائفة في أحداث السويداء الأخيرة “سيحاسب وفق القانون”.
إسرائيل تستهدف الاستقرار السوري
وتطرق الشرع إلى ما وصفه بـ”الاعتداءات الموسعة” التي نفذها الاحتلال الإسرائيلي في الأيام الماضية، قائلًا:”الاحتلال استهدف وزارة الدفاع ومجمعًا حكوميًا قرب القصر الرئاسي، في محاولة مكشوفة لتقويض الاستقرار وخلط الأوراق في الجنوب السوري”.
وأكد أن “هذه المحاولات لن تنجح في دفع سوريا إلى مستنقع الفوضى”، مشددًا على أن الشعب السوري “لا يخاف من القتال إن تعرّضت كرامته للتهديد”.
السويداء بين الحوار والتصعيد
وحول أحداث العنف في محافظة السويداء التي راح ضحيتها أكثر من 400 شخصًا منذ 12 يوليو/تموز، بحسب تقارير محلية، أوضح الشرع أن الدولة تدخلت بـ”كل مؤسساتها وإرادتها السياسية والعسكرية” لإنهاء القتال الداخلي بين مجموعات مسلحة من الدروز والقبائل البدوية.
واتهم بعض المجموعات الخارجة عن القانون بـ”رفض الحوار، وإثارة الفتن، ووضع مصالحها الضيقة فوق المصلحة الوطنية”، مشيرًا إلى أن هذه الفوضى جاءت وسط محاولات جدية من دمشق لتهدئة الأوضاع.
الوساطات الدولية منعت حربًا مفتوحة
وأكد الشرع أن حكومته واجهت لحظة مفصلية، كان فيها الخيار بين الدخول في حرب شاملة مع إسرائيل، أو تفويض الوجهاء ومشايخ العقل لحفظ الأمن في السويداء.
وأضاف:”اخترنا الخيار الذي يحفظ أرواح السوريين، ويجنب البلاد حربًا جديدة لا تخدم مشروع التعافي الوطني”، مشيدًا بجهود الوساطات الأميركية والعربية والتركية التي ساهمت في احتواء التصعيد.
رسالة وحدة وتحذير من الفتنة
وفي ختام كلمته، شدد الرئيس الشرع على أن “الدولة السورية هي دولة الجميع، تحمي كرامة كل مواطن وتضع القانون فوق الجميع”، مشيرًا إلى أن الحفاظ على وحدة البلاد واستقرارها “هدف لا مساومة فيه”.
وقال الشرع :”نؤكد أن من أساء لأهلنا الدروز ستتم محاسبته. لن نسمح بتحويل السويداء أو غيرها إلى ساحة للفوضى، وسنقف جميعًا صفًا واحدًا لحماية مشروعنا الوطني وإعادة بناء سوريا”.










