القيادي الإخواني يتسلم قيادة الذراع السياسية للإخوان المسلمين في ليبيا
في تطور مهم على الساحة السياسية الليبية، تولى القيادي الإخواني فيصل الصافي رئاسة حزب العدالة والبناء، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، خلفاً للرئيس السابق عماد البناني. وجاء هذا التغيير في إطار المؤتمر العام للحزب الذي شهد انتخابات داخلية لاختيار قيادة جديدة.
خلفية عن فيصل الصافي
فيصل الصافي ليس شخصية جديدة في الساحة السياسية الليبية أو في هياكل جماعة الإخوان المسلمين. فقد كان عضواً في مجلس الشورى لحزب العدالة والبناء منذ تأسيسه في عام 2012، حيث احتل المركز الخامس عشر في قائمة أعضاء المجلس التي ضمت 20 عضواً تم انتخابهم بطريقة مباشرة وسرية في المؤتمر التأسيسي للحزب.
كما شغل الصافي منصب عضو في المكتب التنفيذي لحزب العدالة والبناء، وكان من الوجوه البارزة في الحزب التي شاركت في فعاليات سياسية مختلفة خلال السنوات الماضية. وقد عرف عنه مواقفه المدافعة عن توجهات الحزب وانتماءاته الفكرية الإسلامية.
السياق السياسي للتغيير
يأتي تولي فيصل الصافي لرئاسة حزب العدالة والبناء في ظل تحديات عديدة تواجه الحركة الإسلامية في ليبيا. فقد شهدت جماعة الإخوان المسلمين في البلاد انتكاسات متتالية في السنوات الأخيرة، بما في ذلك خسارة الانتخابات البلدية في غرب ليبيا، والظروف الإقليمية التي أدت إلى تراجع نفوذ الجماعة في دول أخرى مثل مصر وتونس.
كما تعاني الجماعة من انشقاقات داخلية، حيث خرج الرئيس السابق لحزب العدالة والبناء، محمد صوان، وأسس حزباً جديداً يحمل اسم “الحزب الديمقراطي”. وقد أعلنت الجماعة في مايو 2021 تحولها إلى جمعية توعوية تحت اسم “الإحياء والتجديد”، زاعمة أنها ستقتصر على العمل المجتمعي.
عماد البناني والإرث المثير للجدل
عماد البناني، الذي تولى رئاسة الحزب في يونيو 2021 خلفاً لمحمد صوان، كان شخصية مثيرة للجدل في المشهد السياسي الليبي. فقد وُلد في بنغازي عام 1960، وكان أحد مؤسسي تنظيم الإخوان في مدينة بنغازي وشارك في تأسيس الحزب في 2012.
وصف البناني بأنه من “صقور الإخوان المتشددين”، وكان اسمه مدرجاً ضمن قائمة أصدرها مجلس النواب الليبي للعناصر الإرهابية والراعية للإرهاب. وينتمي البناني للتيار القطبي في التنظيم، وكان له علاقات واسعة بالمليشيات، حيث اقترح تشكيل جيش منها تحت مسمى “قوات الحرس الوطني”.
التحديات المستقبلية
يواجه فيصل الصافي في موقعه الجديد تحديات جمة، أبرزها:
التحدي الشعبي
تدرك جماعة الإخوان أنها تفتقد للمزاج الشعبي المؤيد في ليبيا، رغم صعودها السريع في أعقاب أحداث 2011. فقد ارتبطت الجماعة بموجات العنف وحالة الفوضى التي شهدتها البلاد، مما أدى إلى انقسام حاد بين الغرب والشرق.
التحدي التنظيمي
تعاني الجماعة من انشقاقات في بنيتها التنظيمية، حيث تم حل فرع التنظيم في مدينة الزاوية وتقديم استقالة جماعية في أغسطس 2020، وتكرر الأمر في مدينة مصراتة.
التحدي الإقليمي
لم يغب عن ذهنية الإخوان في ليبيا مشهد تداعي التنظيم في دول الجوار وخروجهم من دوائر السلطة والنفوذ، مما يضع ضغوطاً إضافية على الحركة في ليبيا.










