شن البرلماني الإيطالي المعارض نيكولا فراتوياني، سكرتير حزب اليسار وعضو تحالف الخضر – اليسار، هجوما حادا على حكومة جورجيا ميلوني، معتبرا أنها “تخطئ في كل شيء”، سواء في تعاملها مع الأزمة في الشرق الأوسط أو في إدارتها للملف الليبي، الذي وصفه بأنه “نموذج للفشل والنفاق السياسي”.
وفي مقابلة مع صحيفة “لا ريبوبليكا” نشرت الجمعة، قال فراتوياني:”هذه ليست المرة الأولى التي تخطئ فيها الحكومة الإيطالية في العلاقات مع ليبيا. لقد عارضت مذكرة التعاون مع النظام الليبي منذ لحظة توقيعها، عندما كان اليمين لا يزال خارج الحكم و(ماركو) مينيتي وزيرا للداخلية”.
“اتفاقية تنتهك فيها حقوق الإنسان”
ووجه فراتوياني انتقادات شديدة لمذكرة التفاهم بين روما وطرابلس، معتبرا أنها “تشكل أساسا لانتهاك مستمر لحقوق الإنسان”، مؤكدا أنها لا تضمن بأي شكل احترام كرامة أو حرية المهاجرين، بل تستخدم لتبرير ترحيلهم وإعادتهم إلى معسكرات الاحتجاز الليبية.
وأضاف: “النفاق يسود هذا الملف أيضا، والحكومة تتعامل مع الحقائق بمكيالين”، في إشارة إلى التناقض بين الخطاب السياسي الرسمي والواقع الميداني.
قضية “المصري” تثير الجدل
وأشار فراتوياني إلى قضية أثارت جدلا في إيطاليا تتعلق بـ”أسامة نجيم”، المعروف بلقب “المصري”، رئيس الشرطة القضائية الليبية، قائلا: “في يناير الماضي، وبفضل جهود أجهزة إنفاذ القانون الإيطالية، تم اعتقال متاجر بالبشر ومغتصب أطفال على أراضينا، لكن تم إطلاق سراحه سريعا، وأعيد على متن رحلة رسمية إلى أحد معسكرات الاعتقال التي ارتكب فيها جرائمه”.
دعوة لمساءلة الحكومة
وختم النائب المعارض تصريحه بسؤال مباشر:
“متى سيقدم وزير العدل، كارلو نورديو، تقريره إلى مجلس النواب بشأن هذه الفضيحة؟”.
ويأتي هذا التصعيد في وقت تتعرض فيه سياسة الهجرة الإيطالية وانتقادات الحكومة لتعاونها مع السلطات الليبية لموجة واسعة من الانتقادات، محليا ودوليا، وسط تقارير حقوقية تتحدث عن تجاوزات وانتهاكات ضد المهاجرين واللاجئين في مراكز الاحتجاز داخل ليبيا.










