في تطور خطير يهدد الاستقرار الهش في الجنوب السوري، كشف فيديو تم تداوله مؤخرا عن قيام الاستخبارات التركية بنقل شحنات من الذخيرة والأسلحة، إضافة إلى مرتزقة أجانب، إلى محافظة السويداء السورية حيث تدور معارك مسلحي العشائر ضد الدورز، مستخدمة حافلات تابعة لشركة النقل التركية المعروفة “مترو توريزم”.
ويظهر الفيديو الذي التقط خلسة، حافلات تركية وهي تتوقف في منطقة نائية بالقرب من الحدود السورية، دون وجود أي ركاب مدنيين بداخلها، بل تحمل أسحلة ومقاتلين لنقلهم إلى السويداء للقتال ضد الدروز.
وعوضا عن المسافرين، تظهر صناديق مغلقة ومعدات عسكرية يتم إنزالها بحذر وسط حراسة مشددة، ما يشير بوضوح إلى وجود عملية نقل لعتاد عسكري لاستخدامه في الداخل السوري.
أسلحة بدلا من الركاب… ومسلحين بدلا من السائحين
الحافلات، التي عادة ما تستخدم لنقل الركاب والسياح بين المدن التركية وسوريا، تم تحويلها وفق الفيديو إلى وسيلة لنقل أدوات الموت، في خرق فاضح لكل القوانين الدولية التي تحظر استخدام الأصول المدنية في الأعمال العسكرية.
كما أشار شهود عيان من المنطقة إلى أن العناصر التي خرجت من هذه الحافلات تحمل مسلحين من أبناء العشائر السورية ومرتزقة أجانب جرى إرسالهم لتنفيذ مهام ضد الدروز في الجنوب السوري.
أنقرة تستبيح الدم السوري مجددا
هذه التطورات تأتي في ظل تصاعد التوترات في محافظة السويداء، التي كانت في فترات طويلة خارج دوائر الاشتباك العسكري المباشر، ما يطرح تساؤلات خطيرة حول دوافع أنقرة لإشعال بؤر جديدة للصراع داخل الأراضي السورية.
وتعيد هذه الحادثة إلى الأذهان دور الاستخبارات التركية في دعم فصائل مسلحة في شمال سوريا، لكن هذه المرة يبدو أن النار التركية تمتد جنوبا، إلى منطقة السويداء، التي لطالما عرفت بهدوئها النسبي.










