أصدر مشايخ العقل الثلاثة في جبل العرب – الشيخ حكمت الهجري والشيخ حمود الحناوي والشيخ يوسف جربوع – بياناً عاجلاً في 18 يوليو 2025، يطالبون فيه بحماية دولية فورية للمدنيين في محافظة السويداء. جاء هذا النداء وسط كارثة إنسانية حقيقية تشهدها المحافظة، حيث ارتفعت حصيلة الضحايا إلى أكثر من 600 قتيل وفقاً لآخر الإحصائيات.
الوضع الإنساني الكارثي
وصف البيان الحالة في السويداء بأنها “واحدة من أشد وأقسى المحن في تاريخها المعاصر”. يعاني السكان من أوضاع إنسانية مدمرة تتمثل في:
انقطاع تام للكهرباء والمياه والاتصالات
شح حاد في الغذاء والدواء
توقف كامل للمرافق الطبية
أوضاع أمنية متدهورة وتهديدات مستمرة للمدنيين
أكد المجلس النرويجي للاجئين نزوح أكثر من 1,200 عائلة بسبب العنف المستمر، مع نقص حاد في الأدوية والكهرباء والماء وإغلاق المحال التجارية.
المطالب الخمسة للحماية الدولية
حدد مشايخ العقل في بيانهم خمسة مطالب أساسية للمجتمع الدولي:
رفع الحصار فوراً عن المحافظة وتأمين الممرات الإنسانية
إعادة الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء واتصالات دون تأخير
السماح بدخول المساعدات الإنسانية والطبية عبر جهات محايدة دولية
توفير الحماية الدولية للمدنيين من الهجمات الممنهجة
فتح تحقيق دولي شفاف حول الانتهاكات بحق المدنيين
الاستجابة الدولية
مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان
حث مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك السلطات السورية على “ضمان المحاسبة والعدالة فيما يتعلق بعمليات القتل والانتهاكات في السويداء”. وشدد على أن “يجب أن يتوقف سفك الدماء والعنف، وأن تكون الأولوية القصوى لحماية جميع الناس”.
أشار مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إلى وجود “تقارير موثوقة عن انتهاكات واسعة النطاق تتضمن عمليات إعدام تنفذها قوات الأمن وعناصر مسلحة أخرى بينهم دروز وبدو”.
الأمين العام للأمم المتحدة
عبر الأمين العام أنطونيو غوتيريش عن “قلق بالغ إزاء استمرار العنف في المنطقة ذات الأغلبية الدرزية بمحافظة السويداء”. وحث “السلطات المؤقتة والقادة المحليين على خفض التصعيد فوراً، وحماية المدنيين، واستعادة الهدوء، ومنع المزيد من التحريض”.
لجنة الأمم المتحدة للتحقيق بشأن سوريا
أكدت اللجنة أن “الحكومة السورية المؤقتة تتحمل المسؤولية عن ضمان احترام حقوق الإنسان المكفولة لجميع الأفراد”. ودعت “جميع الأطراف إلى وقف العنف فوراً، وخفض التصعيد من خلال الحوار، وضمان حماية المدنيين الفارين”.
النزوح الجماعي وتفاقم الأزمة الإنسانية
نزوح العائلات الدرزية
نزحت مئات العائلات الدرزية من ريفي السويداء الغربي والشمالي إلى وسط المحافظة، بحثاً عن الأمان. وصفت إحدى النازحات سناء حمود الوضع قائلة: “كان الرصاص والقذائف ينهمران على القرية كالمطر، وكان مصيرنا مجهولاً”.
نزوح العائلات البدوية
شهدت المحافظة أيضاً نزوحاً كبيراً لعائلات بدوية إلى ريف درعا “خوفاً من الانتقام”. نزحت مئات العائلات من العشائر العربية بعد تهديدات من فصائل درزية مسلحة.
يتوزع النازحون البدو حالياً على بلدات في الريف الشرقي لمحافظة درعا، مثل السويمرة والهيات وبصرى الشام، ويواجهون “نقصاً حاداً في المأوى والمياه والغذاء”










