وسط تصاعد الاشتباكات في السويداء بعد هجوم مسلحي العشائر العربية على المدينة، اتهمت الرئاسة السورية ليل الخميس 17 يوليو 2025 المقاتلين الدروز في السويداء بخرق وقف إطلاق النار الذي انسحبت بموجبه القوات الحكومية من المحافظة الواقعة في جنوب البلاد والتي تقطنها غالبية درزية.
نص البيان الرسمي وأبرز الاتهامات
وقالت الرئاسة السورية في بيانها إن “القوات الخارجة عن القانون” – وهو المصطلح الذي تستخدمه دمشق لوصف الفصائل الدرزية في السويداء – “باشرت بعملية عنف مروّعة، وثقها العالم أجمع، تضمنت ارتكاب جرائم مروعة تتنافى كليًّا مع التزامات الوساطة، وتهدّد بشكل مباشر السلم الأهلي وتدفع باتجاه الفوضى والانهيار الأمني”.
وأضافت الرئاسة أن انسحاب القوات العسكرية من السويداء جاء لإتاحة الفرصة أمام جهود التهدئة في المحافظة، “بناءً على تفاهم واضح يضمن التزام القوات الخارجة عن القانون بعدم اللجوء إلى الانتقام أو استخدام العنف ضد المدنيين”.
خلفية النزاع والوساطة الدولية
شهدت محافظة السويداء اشتباكات عنيفة بدأت في 12 يوليو 2025 بين جماعات مسلحة درزية ومقاتلين من العشائر البدوية، وامتدت لتشمل مواجهات مع قوات الحكومة السورية. وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد بلغ عدد القتلى أكثر من 300 شخص.
الاشتباكات اندلعت في البداية بسبب حادثة سرقة وقعت في 11 يوليو 2025 على طريق دمشق-السويداء، حيث اعتدى أفراد من العشائر البدوية على تاجر خضار درزي، مما أدى إلى دورة من عمليات الاختطاف الانتقامية بين الجانبين.
تدخلت القوات الحكومية لفض الاشتباك، لكن الوضع تطور إلى مواجهات مفتوحة مع المقاتلين الدروز. وفي 16 يوليو، تم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين الحكومة السورية ومشايخ العقل الدروز، نص على انسحاب القوات الحكومية من السويداء.
الوساطة الأمريكية العربية التركية
كشفت الرئاسة السورية أن قرار الانسحاب جاء “استجابة لوساطة أمريكية عربية جرت يوم أمس، وتهدف إلى إفساح المجال أمام جهود التهدئة”. وأكد الرئيس السوري أحمد الشرع في كلمة متلفزة أن “التدخل الفعال للوساطة الأمريكية والعربية والتركية أنقذ المنطقة من مصير مجهول”.
من جانبها، كشفت مصادر أمنية تركية أن تركيا لعبت دوراً محورياً في تحقيق وقف إطلاق النار، حيث أجرى رئيس الاستخبارات التركي إبراهيم قالن مباحثات مع الرئيس السوري أحمد الشرع والولايات المتحدة وإسرائيل.
التدخل الإسرائيلي والضغط العسكري
شهدت الأزمة تصعيداً خطيراً بعد تدخل إسرائيل عسكرياً، حيث نفذت سلسلة غارات جوية مكثفة على مواقع عسكرية سورية في دمشق والسويداء يومي 15 و16 يوليو 2025، بحجة “حماية الدروز”.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن “وقف إطلاق النار تم انتزاعه بالقوة لا بالطلب”، مؤكداً أن إسرائيل لن تسمح بأي تهديد للدروز في سوريا.










