أعلنت السفارة الأمريكية في دمشق، اليوم السبت، عن عقد لقاء رسمي بين المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توماس باراك، والقائد العام لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مظلوم عبدي، تناول الأوضاع السياسية والعسكرية في سوريا، في ضوء التطورات الأخيرة، وعلى رأسها اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء.
وأكد البيان الصادر عن السفارة أن الطرفين ناقشا “الوضع الراهن في سوريا”، وشددا على “ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة لاستعادة الهدوء والاستقرار في البلاد”، مشيرًا إلى أن اللقاء أتى في توقيت حساس من المشهد السوري، مع تزايد الضغوط الإقليمية والدولية لتثبيت التهدئة ودعم المسار السياسي.
“خطوات عملية نحو سوريا موحّدة”
وأبرز البيان أن المبعوث باراك وعبدي بحثا سبل تحقيق اندماج فعلي لقوات سوريا الديمقراطية في بنية الدولة السورية، بما يسهم في بناء مستقبل “سلمي، مزدهر، شامل، ومستقر لجميع السوريين”.
ونقل البيان عن باراك وعبدي اتفاقهما على أن “وقت الوحدة هو الآن”، في إشارة إلى دعم جهود التهدئة الوطنية وتحقيق الاستقرار السياسي.
من جانبه، رحّب مظلوم عبدي باتفاق الهدنة في السويداء، وكتب في منشور على حسابه الرسمي في “إكس”: “ندعم أي خطوة تُعزز السلم الأهلي والاستقرار في الجنوب السوري وفي عموم البلاد.”
تقدير أمريكي لدور “قسد” في محاربة داعش
في جانب آخر من اللقاء، أعرب المبعوث الأميركي عن شكره لعبدي على قيادته المستمرة لقوات قسد، مثمنًا دورها في الحرب ضد تنظيم “داعش”، حيث ما زالت الولايات المتحدة ترى في قسد شريكاً أساسياً في جهود مكافحة الإرهاب.
ممر إنساني من شمال شرق سوريا إلى السويداء
وبالتزامن مع هذه التطورات، كان الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز في سوريا، الشيخ حكمت الهجري، قد وجّه نداء لفتح ممر إنساني بين الجنوب السوري ومناطق الإدارة الذاتية، وقد استجابت “قسد” سريعاً بإرسال قافلة مساعدات إنسانية إلى السويداء، ما أضاف بعدًا إنسانيًا للجهود المبذولة في هذا الإطار.
دمج “قسد” في الجيش السوري: العقبات والتوقعات
وكان باراك قد صرّح، في وقت سابق من تموز، بأن “عملية دمج قوات سوريا الديمقراطية في الجيش السوري ستستغرق وقتاً طويلاً”، مرجعاً ذلك إلى “غياب الثقة المتبادلة بين قسد والحكومة السورية”.
وحذّر في حديث لوكالة الأناضول من أن قسد قد تواجه “مشاكل مزدوجة مع دمشق وأنقرة إذا لم تتقدم في هذا الملف”.
وأكد أن واشنطن تسعى لتسهيل هذا المسار، موضحاً: “الشيء المنطقي هو الدمج، لكن الاتفاق بين الطرفين ما زال هشًا وغير محدد بشكل كافٍ”.
ولفت إلى استعداد بلاده لمساعدة مقاتلي “قسد” في اتخاذ “قرار عادل وصحيح”، قائلاً في تصريح لافت: “إذا أرادوا القدوم إلى أميركا والعيش معنا، فيمكنهم ذلك.”
لا فيدرالية كردية ولا دولة مستقلة
وننفى باراك وجود أي مؤشرات على قيام “كوردستان حرة” أو دولة كردية مستقلة في سوريا. وأضاف أن واشنطن تحترم وحدة الأراضي السورية، ولا تدعم إنشاء كيانات انفصالية، سواء كانت كردية، علوية، أو غيرها.
ر










