ضربت مأساة جديدة ألمانيا صباح السبت 19 يوليو 2025، عندما قتل رجل بالرصاص على يد الشرطة الألمانية بعد إطلاقه النار بشكل عشوائي على المارة وضباط الشرطة من منزله في مدينة ليونبرغ بالقرب من شتوتغارت. وقد أدت هذه الحادثة المروعة إلى تجدد النقاش حول استخدام القوة المميتة من قبل الشرطة الألمانية وسط تزايد حوادث العنف في البلاد.
تفاصيل الحادث المرعب
أعلنت النيابة العامة في شتوتغارت ومكتب الشرطة الجنائية للولاية في بادن فورتمبرغ في بيان مشترك أن الرجل البالغ من العمر 44 عاماً أطلق النار بشكل عشوائي على المارة، والمبنى المقابل، والشارع من الطابق العلوي لمنزله في ليونبرغ. وأشار البيان إلى أن المسلح استهدف أيضاً ضباط الشرطة بطلقات نارية، لكن لم يصب أحد منهم بأذى وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية.
وتبين أن الرجل، الذي تم تحديد هويته فقط بأنه مواطن ألماني، قد تحصن داخل شقته حيث تمكنت وحدة المهام الخاصة من الدخول إليها. وبحسب التقارير، هدد الرجل أفراد الشرطة بسلاح ناري، مما دفع الضباط إلى إطلاق النار عليه، وتوفي في الحال.
اكتشاف صادم: السلاح كان يطلق ذخيرة فارغة
في تطور مفاجئ وصادم، كشفت التحقيقات الأولية أن الشرطة ضبطت سلاح الرجل، وكان سلاحاً يطلق ذخيرة فارغة. وما زالت الشرطة تحقق فيما إذا كان الرجل قد استخدم هذا السلاح أو سلاحاً آخر لإطلاق النار من المبنى، مما يثير تساؤلات جدية حول طبيعة التهديد الفعلي الذي واجهته قوات الأمن.
هذا الكشف يضع الحادث في سياق مختلف تماماً، ويثير تساؤلات حول مدى ضرورة استخدام القوة المميتة في ظل عدم وجود تهديد حقيقي بسلاح ناري فعال. ويأتي هذا الاكتشاف ليضيف بُعداً جديداً للجدل المحتدم حول تعامل الشرطة الألمانية مع الحوادث المشابهة.
التحقيقات الجارية وإجراءات المساءلة
باشر مكتب الشرطة الجنائية بالولاية تحقيقاً شاملاً في استخدام الشرطة للأسلحة النارية، وهو إجراء معياري في مثل هذه الحالات. وتسعى السلطات لتحديد الظروف الدقيقة التي أدت إلى مقتل الرجل، خاصة في ضوء اكتشاف أن السلاح المضبوط كان يطلق ذخيرة فارغة فقط.
وتعكس هذه التحقيقات التزام السلطات الألمانية بالشفافية والمساءلة في قضايا استخدام القوة من قبل أجهزة إنفاذ القانون، خاصة في ظل تزايد الحساسية العامة تجاه مثل هذه الحوادث في ألمانيا والعالم.
موقع ليونبرغ: مدينة هادئة تشهد مأساة
تقع مدينة ليونبرغ في ولاية بادن فورتمبرغ، على بعد حوالي 20 كيلومتراً غرب مدينة شتوتغارت، وتُعرف بأنها مدينة صغيرة هادئة يبلغ عدد سكانها حوالي 45,000 نسمة. وتشتهر المدينة بتاريخها العريق والمعالم الأثرية، بما في ذلك قلعة ليونبرغ التاريخية التي تعود للقرون الوسطى.
والجدير بالذكر أن ليونبرغ كانت أيضاً مسقط رأس الفيلسوف الألماني العظيم يوهان كيبلر، وتحتضن العديد من المعالم الثقافية والتاريخية المهمة. وقد صدمت هذه الحادثة المجتمع المحلي الهادئ الذي لم يشهد حوادث عنف مماثلة في السنوات الأخيرة.
ارتفاع مثير للقلق في استخدام الأسلحة النارية
تأتي هذه الحادثة ضمن اتجاه مثير للقلق في ارتفاع استخدام الشرطة الألمانية للأسلحة النارية. فوفقاً لإحصائيات رسمية، سجلت ولاية بادن فورتمبرغ وحدها سبع حالات استخدمت فيها الشرطة أسلحة نارية خلال عام 2025 حتى الآن.
وفي العام الماضي 2024، أطلقت الشرطة في الولاية النار على الأشخاص 13 مرة، وهو الرقم الأعلى منذ سنوات عديدة، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة تسعة آخرين وفقاً لوزارة الداخلية بالولاية. وعلى المستوى الوطني، قتلت الشرطة الألمانية 16 شخصاً خلال عام 2025 حتى تاريخه.
حوادث مماثلة تثير الجدل
شهدت ألمانيا في الأشهر الأخيرة عدة حوادث مشابهة أثارت جدلاً واسعاً. ففي يونيو 2025، قتلت الشرطة رجلاً أفغانياً يبلغ من العمر 27 عاماً في بلدة فانغن، بالقرب من شتوتغارت، بعد أن هاجم ضباطاً بسكين أثناء محاولة اعتقاله.
وقبل ذلك في أبريل 2025، أثار مقتل شاب أسود يبلغ من العمر 21 عاماً على يد الشرطة في أولدنبورغ احتجاجات واسعة وتساؤلات حول العنصرية في صفوف الشرطة الألمانية. وكشف تشريح الجثة أن الشاب أصيب بثلاث رصاصات من الخلف، مما أثار شكوكاً حول ضرورة استخدام القوة المميتة.










