أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، السبت، بتوثيقه انتهاكات جسيمة ارتكبتها قوات تابعة لوزارتي الدفاع والداخلية السورية، في أحياء متعددة بمدينة السويداء وريفها، خلال الأيام الماضية. ووفقا للمرصد، فإن حجم الوحشية المرتكبة يصل إلى مستوى جرائم حرب، بحسب المعايير الدولية لحقوق الإنسان.
وحصل المرصد على شهادات حية وأشرطة مصورة تكشف تفاصيل مرعبة عن الانتهاكات، من بينها مشاهد لجثث متحللة، بينها جثة امرأة ملقاة في ساحة المشفى الوطني، وقد بدت عليها آثار تعفن وانتشار الحشرات. وتشير المعطيات إلى أن الأهالي عجزوا عن دفن جثث ذويهم نتيجة الاشتباكات المستمرة، وانعدام الخدمات الأساسية، بعد خروج المشفى الوطني عن الخدمة عقب قصف عنيف بقذائف ثقيلة.
وتظهر شهادة أخرى جريمة وحشية تمثلت في إحراق رجل وهو مكبل اليدين على كرسي، بينما تحدثت شهادات متعددة عن عمليات حرق ممنهجة طالت منازل مدنيين وممتلكاتهم الخاصة، مما دفع المرصد إلى التحذير من أن الوضع في السويداء بات يرقى إلى “كارثة إنسانية” تستدعي إعلان المنطقة منكوبة.
في سياق مواز، وثقت الشهادات حالة رعب واسعة في صفوف المدنيين، نتيجة شعارات طائفية وتهديدات بالذبح الجماعي أطلقها عناصر الهجوم خلال اقتحام الأحياء السكنية، في خطاب كراهية طائفي غير مسبوق، بحسب المرصد.
دعوة دولية عاجلة
المرصد السوري طالب بـ”تحرك دولي فوري”، مشددا على ضرورة تشكيل لجنة تحقيق أممية مستقلة لتقصي الحقائق ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات، و”منع إفلات مرتكبي هذه الجرائم من العقاب”.
تأتي هذه التقارير وسط تصعيد ميداني وأمني خطير في محافظة السويداء، ذات الغالبية الدرزية، حيث تتصاعد التحذيرات من انفلات الوضع إلى مستويات غير مسبوقة من العنف الطائفي والانتهاكات المنظمة ضد المدنيين.










