ضرب زلزال بقوة 6.7 درجة على مقياس ريختر المحيط الهادئ قبالة الساحل الشرقي لمنطقة كامتشاتكا في أقصى شرق روسيا، صباح اليوم الأحد 20 يوليو 2025. وقد عدّلت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية لاحقاً قوة الزلزال إلى 7.0 درجة، مما دفع السلطات الدولية لإصدار تحذيرات من احتمالية حدوث موجات تسونامي خطيرة.
وقع الزلزال في الساعة 06:28 بتوقيت غرينتش (17:28 بالتوقيت المحلي لكامتشاتكا) على بُعد 142 كيلومتراً شرق-جنوب شرق مدينة بتروبافلوفسك-كامتشاتسكي، عاصمة المنطقة التي يبلغ عدد سكانها حوالي 181,000 نسمة. وحددت المراكز الجيولوجية عمق الزلزال بين 10 إلى 50 كيلومتراً تحت قاع المحيط الهادئ.
ردود الفعل الدولية وتحذيرات التسونامي
أصدر المركز الوطني الأمريكي للتحذير من التسونامي تحذيراً أولياً من احتمالية حدوث موجات تسونامي خطيرة على السواحل الروسية في نطاق 300 كيلومتر من مركز الزلزال. كما أعلن مركز التحذير من تسونامي في المحيط الهادئ حالة مراقبة لهاواي، حيث قدّرت السلطات وصول الموجات المحتملة في الساعة 02:43 صباحاً بالتوقيت المحلي.
وأكد المركز الألماني لأبحاث علوم الأرض رصد الزلزال بقوة مبدئية 6.2 درجة قبل تعديلها إلى 6.7 درجة. فيما أعلن مركز رصد الزلازل الأوروبي المتوسطي أن الزلزال وقع على عمق 10 كيلومترات، مؤكداً خطورة الموقف نظراً للعمق الضحل نسبياً.
سلسلة من الزلازل والهزات الارتدادية
شهدت المنطقة سلسلة من الزلازل القوية خلال اليوم نفسه، حيث سجلت المراكز الجيولوجية وقوع زلزال آخر بقوة 7.4 درجة في الساعة 06:49 بتوقيت غرينتش على عمق 19 كيلومتراً. وأعقب ذلك عدة هزات ارتدادية تراوحت قوتها بين 5.0 و6.2 درجة، مما زاد من حالة القلق في المنطقة.
وأوضحت التقارير الأولية أن الزلزال الثاني بقوة 7.4 درجة كان أقوى من الزلزال الأول، مما دفع مراكز الرصد العالمية لتحديث تحذيراتها وزيادة مستوى الجاهزية في المنطقة.
التأثير على السكان والاستجابة المحلية
أكدت وزارة الطوارئ الروسية في منطقة كامتشاتكا أن السكان شعروا بالهزات الأرضية بوضوح في العاصمة بتروبافلوفسك-كامتشاتسكي والمناطق الساحلية المجاورة. وأعلنت السلطات المحلية إرسال فرق الإنقاذ والإطفاء لتفقد المباني والمنشآت للتأكد من سلامتها.
وطمأنت الوزارة الروسية المواطنين بأنه لم ترد تقارير أولية عن وقوع إصابات أو أضرار مادية جسيمة، مؤكدة أن معظم الهزات الارتدادية كانت غير محسوسة للسكان. كما أشارت إلى أن السلطات المحلية لم تصدر تحذيراً رسمياً من التسونامي، رغم التحذيرات الدولية.
الخصائص الجيولوجية لمنطقة كامتشاتكا
تقع شبه جزيرة كامتشاتكا في واحدة من أكثر المناطق نشاطاً زلزالياً في العالم، حيث تمتد على حزام النار في المحيط الهادئ، وهي منطقة تشهد نحو 90% من الزلازل العالمية و80% من أقوى الزلازل. وتضم المنطقة أكثر من 68 بركاناً نشطاً، أي أكثر من 10% من إجمالي البراكين النشطة على اليابسة في العالم.
وتتميز المنطقة بوقوعها عند منطقة الاندساس حيث تغوص الصفيحة التكتونية للمحيط الهادئ تحت صفيحة أوخوتسك بمعدل حوالي 86 ملليمتر سنوياً. وقد شهدت كامتشاتكا عبر التاريخ زلازل مدمرة، بما في ذلك زلزال عام 1737 بقوة 9.3 درجة وزلزال 1952 بقوة 9.0 درجة.
تاريخ الزلازل المدمرة في المنطقة
سجلت منطقة كامتشاتكا عدة زلازل تاريخية مدمرة، أبرزها زلزال 17 أكتوبر 1737 الذي بلغت قوته 9.3 درجة وتسبب في تسونامي مدمر وصل إلى اليابان. كما شهدت المنطقة زلزال 5 نوفمبر 1952 بقوة 9.0 درجة الذي ولد موجات تسونامي عالية وصلت إلى هاواي.
وفي العصر الحديث، ضرب زلزال بقوة 7.0 درجة المنطقة في أغسطس 2024، مما تسبب في ثوران بركان شيفيلوش وإطلاق سحب رماد على ارتفاع 5 كيلومترات. وتشهد المنطقة بانتظام نشاطاً زلزالياً وبركانياً كبيراً نظراً لموقعها الاستراتيجي على حزام النار.
أنظمة التحذير من التسونامي
تعتمد المنطقة على شبكة متطورة من أنظمة الإنذار المبكر تشمل مراكز التحذير الروسية والدولية. ويوفر مركز التحذير من تسونامي في المحيط الهادئ في هونولولو خدمات الإنذار المبكر لدول المحيط الهادئ منذ عام 1965.
وتستقبل هذه المراكز بيانات زلزالية من أكثر من 150 محطة رصد حول المحيط الهادئ، وتقوم بتحليل المعطيات لتحديد احتمالية تولد موجات تسونامي خطيرة. وقد أثبتت هذه الأنظمة فعاليتها في توفير إنذار مبكر خلال زلزال اليابان الكبير عام 2011 حيث تم إصدار تحذير خلال 10 دقائق من بداية الزلزال.










