في ظل جمود المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس في الدوحة، والتي لم تُثمر عن رد رسمي من الحركة الفلسطينية حتى الآن، أعدّ الجيش الإسرائيلي خطة بديلة تحسّبًا لانهيار جهود الوساطة، تقوم على فرض حصار مشدد واستراتيجية استنزاف طويلة الأمد بدلاً من شن هجوم بري شامل على ما تبقى من مناطق تحت سيطرة حماس في قطاع غزة.
محاور الخطة العسكرية الإسرائيلية
بحسب ما كشفه يوسي يهوشع، المراسل العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت، فإن الخطة التي عرضتها هيئة الأركان تنص على:
الامتناع عن التوغل الكامل داخل مدينة غزة ومخيمات اللاجئين.
فرض سيطرة محكمة على مناطق استراتيجية محيطة بالمدينة، لعزل حماس ميدانيًا.
تقليص حجم القوات المنتشرة لتقليل الخسائر البشرية، خاصة بعد نقل لواءي المظليين والكوماندوز إلى جبهات أخرى.
تصعيد الضغط الجوي بشكل مكثف باستخدام الطائرات والطائرات المسيّرة لتوجيه ضربات دقيقة للبنية التحتية العسكرية لحماس.
تبني أساليب قتال جديدة تُقلل نقاط الضعف وتُعزز فعالية العمليات دون استنزاف ميداني طويل.
رئيس الأركان: الإنجازات تمهّد للصفقة
أثناء زيارة ميدانية لحي الشجاعية، قال رئيس الأركان الإسرائيلي إن العملية العسكرية الجارية منذ شهور، والمعروفة باسم “مركبات جدعون”، قد “قضت على البنية التحتية لحماس فوق الأرض وتحتها”، مؤكدًا أن الجيش “لن يتجه نحو احتلال شامل، بل إلى إدارة الضغط العسكري كوسيلة لتحقيق مكاسب سياسية وإنسانية”.
وأضاف: “أنتم تمهدون الطريق لإبرام صفقة. النصر العسكري يُمهد لانتصار دبلوماسي”.
خريطة سياسية متشائمة
رغم تفاؤل جزئي في بعض الأوساط الإسرائيلية، إلا أن مصادر مطلعة في القدس تؤكد أن إسرائيل لا تنوي إرسال وفد جديد إلى الدوحة في الوقت الحالي، ما يشير إلى تشاؤم إسرائيلي بشأن فرص إحراز تقدم.
ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي السابق ترامب، لن يتوجه إلى قطر، ما عُدّ مؤشراً سلبياً.
أما آدم بوهلر، مبعوث واشنطن غير الرسمي، فقال في مقابلة مع CNN: “إذا لم تتحرك حماس، فإن إسرائيل ستتحرك عسكريًا… الصفقة الآن ممكنة بعد انتصار إسرائيل على إيران”.
من الجانب الآخر
مصدر في حماس قال لوكالة رويترز إن الوضع الإنساني المتدهور في غزة، بما في ذلك ارتفاع عدد القتلى وانتشار المجاعة، قد يُعقّد فرص قبول أي اتفاق في ظل غضب شعبي متصاعد.










